التمرد وما بعده

التمرد وما بعده!

التمرد وما بعده!

 العرب اليوم -

التمرد وما بعده

بقلم - عبد المنعم سعيد

لم تتوقف المفاجآت فى الحرب الروسية الأوكرانية، الحرب ذاتها بدأت بشكل مفاجئ، وفشل روسيا فى إنهائها بسرعة كان مفاجأة، والهجوم الأوكرانى المضاد الأول فى سبتمبر الماضى ونتائجه الناجحة كان مفاجأة، واستمرار الحرب إلى عامها الثانى كان مفاجأة، وبداية هجوم الربيع الأوكرانى جاءت متأخرة عما كان متوقعًا. لم ينجح توازن القوى فى منع الحرب، وكذلك لم يكن الاعتماد المتبادل فى العالم مانعًا من وقوعها، ورغم المناوشات الدبلوماسية الكثيرة، فلم تكن لها نتيجة، كان جميع العالم ينتظر أن ينتصر طرف ويُهزم طرف آخر. تمرد قوات «فاجنر» المرتزقة على القيادة العسكرية أضاف مفاجأة جديدة حول تماسك الدولة الروسية ذاتها، بدا الأمر وكأنه تمرد قوات الدعم السريع فى السودان. هل بدأت نتائج الحرب تظهر على الدولة الروسية، فالحقيقة أنه لم يكن هو التمرد الأول، فقد خرج فريقان ضمّا جماعات عسكرية عن الطوع الروسى، وبدآ فى عبور الخطوط الأوكرانية إلى روسيا؟.

التفسير الأول لما يجرى أن القيادة الروسية العسكرية والسياسية لم تكن مستعدة للحرب منذ البداية، وساد فيها الظن أن الحرب نزهة فى طرف، وشقاء لطرف آخر. إدارة الحرب عكست ذلك، والاستعانة بقوات مرتزقة كانت شهادة على الحقيقة. تفسير آخر أن المقاطعة الاقتصادية والحرب السياسية بدأتا تنخران فى الجسد الروسى، مضافًا إلى خسائر بلغت ٢٠٠ ألف جعلت التمرد ممكنًا أو مغريًا. تفسير ثالث أن إدارة الغرب للحرب شهدت قبل إطلاق النار على اختراق مخابراتى كبير للقيادة العسكرية الروسية. خبر الغزو وخططه كان مؤكدًا رغم النفى الروسى المستمر، وحينما بدأت القوات الروسية فى العبور كان معلومًا لدى الأوكرانيين الكثير حولها، فكان النصر الأول على أبواب «كييف». التفسير الرابع أن المرتزقة فى الأول والآخر مرتزقة لمَن يدفع أكثر، والدفع الروسى بالمال أو بالذخيرة بات شحيحًا، فمَن يا ترى يدفع الآن؟. اربطوا الأحزمة. المفاجآت لا تزال مستمرة فى روسيا وأوكرانيا والغرب والعالم. بات ذلك التساؤل الذائع فى العالم؛ فلم تكن نهاية التمرد إعلانًا عن عودة الأمور إلى ما كانت عليه، والمرجح أن ٤٨ ساعة لم تكن حاسمة ما بين إعلان «يفجينى بريجوجين» عن التمرد، وقوله إن روسيا تحتاج إلى قيادة جديدة؛ والقول المضاد للرئيس بوتين بأنه سوف يضع نهاية للخونة، وحتى إعلان الجميع حقن الدماء والاستعداد لفض العاصفة قبل أن تظهر أولى نتائجها!.

كنت بالمصادفة البحتة فى الولايات المتحدة إبان الأحداث المثيرة، كان النوم غير منتظم بحكم فارق التوقيت الكبير، ومن ثَمَّ فإن العبث فى ريموت التلفزيون فى الساعة الثانية صباحًا كان طبيعيًّا. جاءت القنبلة من الشاشة بسلسلة من تصريحات المتمرد المرتزق، فائرة ونارية؛ وفى الحال جاء الرئيس بوتين ذاته إلى الشاشة هو الآخر مطلقًا سلسلة من الاتهامات، التى تكفى لوضع كثيرين فى حبل المشنقة، أو أمام طابور لإطلاق النار. الخيانة العظمى ليست اتهامًا بسيطًا، ولكن دائرة السياسة الروسية اكتملت بالوقوف على حافة حرب أهلية، أما دائرة السياسة العالمية فإنها انتقلت مضطربة إلى كيف سيؤثر ما يحدث على جبهات الحرب الروسية الأوكرانية. بعد ظهر الأحد الماضى وصلت إلى القاهرة، وعلمت بوساطة «بيلاروسيا» التى قبلها بوتين وبريجوجين، وبينما عاد الأول إلى نقطة الحرب الجارية، فإن الثانى عاد إلى وظيفته الأولى حقنًا للدماء. لم يوقف ذلك الأسئلة عما يجرى فى روسيا، وهل يمكن الآن التنبؤ بمضاعفة أوكرانيا هجومها، وهى التى باتت على أبواب «بيخمونت»؟.

أيًّا كانت الأسئلة، ومهما كانت الإجابات، فإن الثقة فى روسيا فقدت الكثير من مناعتها، ليس فقط لأن المشهد لم يكن لائقًا بقوة عظمى، أو بقيادة رئيس بقوة بوتين؛ وإنما لأن السؤال الطبيعى هو عما إذا كان ما حدث قابلًا للتكرار!. قوات التمرد استولت بسهولة شديدة ودون مقاومة على مدينة «روستوف»، حيث توجد قيادة القوات الجنوبية الروسية؛ وسكان المدينة المواطنون الروس لم يفعلوا أكثر من أخذ الصور للقوات المتمردة. هذه الحالة تصيب المرء بالجزع الشديد ليس فقط فى روسيا، وإنما فى العالم؛ وربما لخصت الموقف الصين حين أكدت أن ما يحدث فى روسيا هو أمر داخلى لا يجوز التدخل فيه، ولكنها تمَنّت أيضًا تحقيق الاستقرار. واشنطن كانت تريد الاستقرار أيضًا لأن أول ما يتم تهديده فى مثل هذه الحالة من الفوضى هو أمان الأسلحة النووية. لم يكن مريحًا أن تبدأ الحرب على أبواب كييف، ثم تنتهى على أبواب موسكو، فهل عادت الأمور إلى ما كانت عليه؟. لا شىء يبقى على حاله

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التمرد وما بعده التمرد وما بعده



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab