تقرير من شرم الشيخ
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

تقرير من شرم الشيخ!

تقرير من شرم الشيخ!

 العرب اليوم -

تقرير من شرم الشيخ

بقلم: عبد المنعم سعيد

ربما يكون متعجلًا أن يُكتب تقرير عن مؤتمر شرم الشيخ- cop27- وهو لم يغلق أبوابه، ولم يصدر عنه تقرير وتوصيات يمكن الاستناد إليها وصفًا وتحليلًا وتقديرًا عما إذا كان الجنس البشرى قادرًا على إنقاذ الكوكب الذى يعيش فيه، ولكن ما يُقال من أن الباحثين والصحفيين يجلسون فى المقاعد المتقدمة الأولى للتاريخ يعنى الأهمية الكبيرة لتلك القراءة الأولية الساخنة والطازجة لأحداث كبرى سوف يأتى بعد ذلك مَن ينظرون إلى أوراقها، أو يقرأون ملفاتها، أو يمحصون فيما أتى فيها علنًا، وما دار أمام الكواليس وخلفها من أسرار.

ذهبت فى معية زملاء فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية لمراقبة، وأحيانًا المشاركة فى فعاليات، مؤتمر فريد، فلا يعرف العالم كثيرًا من المؤتمرات التى تحضرها الغالبية العظمى من قادة العالم، ويجرى فيها بحث قضية حيوية تخص الجنس البشرى بغض النظر عن الحجم أو النوع أو اللون، باختصار هى عن الإنسان «ولو ما لوش عنوان»، وتكون هذه هى «الحدوتة» أو «القصة» العالمية فى إثارتها وبساطتها. والحقيقة هى أن الآداب والفنون هى التى سبقت الجميع من المفكرين والفلاسفة والساسة فى النظر إلى هذا الموضوع المعقد والبسيط فى آن واحد، وهو أن الجنس البشرى مُهدَّد، وأنه لا يوجد خلاص من التهديد إلا بتعاون جميع المقيمين على الكوكب. روايات كثيرة وأفلام تناولت الموضوع، وطرحت السؤال على طريقة «ماذا لو» حدثت للكوكب عودة إلى العصر الذى تجمد فيه كل شىء من البرد والصقيع؛ أو الذهاب إلى عصر ارتفعت فيه الحرارة حتى تبخر الماء، وتصحّرت المزارع، وجاع الإنسان حتى قتل أخاه أو أكله؟!.

أستاذنا العظيم د. بطرس غالى فى مقامه أمينًا عامًا للأمم المتحدة كان هو الذى وضع أساس تقليد وجود أوضاع عالمية تهم جميع البشر، ولا يمكن التعامل معها من خلال جماعة أو دولة أو مجموعة وحدها، ولابد من التعامل معها من خلال مؤتمرات دولية يحضرها ويشارك فيها الجميع. كانت البداية «قمة الأرض»، التى انعقدت فى «ريو دى جانيرو»- البرازيل- ما بين الثالث من يونيو ١٩٩٢ والرابع عشر منه. هناك كانت الطلّة الأولى العالمية على مشاكل الكوكب؛ ومن بعدها توالت النظرات، حتى وصلنا إلى شرم الشيخ، المدينة المصرية التاريخية فى جنوب سيناء، وليس بعيدًا عنها كثيرًا جرى التجلِّى الأعظم. هناك جرَت أحداث سجلها التاريخ من أجل السلام والتعاون، ولكنها هذه المرة كان عليها التعامل مع قضايا كوكبية، وفى وقت بات فيه سكان الكوكب مُمزَّقين وفى حالة حرب. ولكن هذه الإشكالية كان ممكنًا التعامل معها من خلال استئناف بداياتها الأولى فيما عُرف باتفاقية باريس، التى قضت بأن الثورات الصناعية قادت إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بما هو مقدار درجة ونصف الدرجة؛ وأنه من ثَمَّ، فإن حل المعضلة الكبرى هو السعى نحو انخفاض درجة حرارة الكوكب بنفس المقدار أو نكون أكثر كرمًا، فيكون الانخفاض درجتين، فلابد للمجتمعين أن يأخذوا فى الاعتبار أن عدد سكان كوكبنا سوف يصل إلى ثمانية مليارات نسمة فى القريب العاجل.

المعادلة هكذا تبدو بسيطة وممكنة، ولكن، وكما هو معلوم، فإن الشيطان يكمن فى التفاصيل. المعركة الأولى التى كان لابد من تجاوزها كانت أن بعض علماء بنى الإنسان قرروا أنه لا يوجد هناك جديد تحت الشمس؛ فطبيعة الكوكب أنه يمر بدورات تاريخية، كل دورة منها تستمر لآلاف السنين. ما يحدث حاليًا من ارتفاع حرارة الكوكب هو مجرد دورة أخرى حدثت من قبل، وجعلت فى صغرها النبى يوسف يتنبأ بسبع سنوات عجاف وأخرى سمان؛ وللأكثر معرفة وتفصيلًا، فإن مصر القديمة كان بها نهر آخر فى الصحراء الغربية كان جفافه إيذانًا بانتهاء الحضارة الفرعونية.

المعركة الثانية هى أنه مع التسليم بأن القضية هذه المرة ليست دورات تأتى من الطبيعة، وإنما هى أتت مع الإنسان، الذى أضاف إلى حرارة الشمس مصدرًا جديدًا للحرارة قائمًا على «الطاقة الأحفورية» الكربونية، التى قلبت مناخ الأرض رأسًا على عقب. لم يخْلُ هذا التوصيف من لوم للدول المنتجة للفحم أولًا والبترول والغاز ثانيًا، وتحميلها المسؤولية عمّا جرى.

المعركة الثالثة ربما كانت أشد بساطة، وهى أن الدول الصناعية الكبرى هى التى تتحمل المسؤولية عما جرى من ذنوب ومعاصٍ، ومن ثَمَّ فإن عليها القيام بواجبها لتعويض الدول المتضررة، حيث لم يكن لها ناقة ولا جمل فى آثام الثورة الصناعية، وهى التى لم تظفر منها بعد بالتنمية المطلوبة.

المعركة الرابعة، التى لا تقل إثارة عن سابقاتها، هى أن الأوضاع الحالية للجنس البشرى تضعه فى منعطف تاريخى عظيم للتجديد والبناء. الثورات الصناعية السابقة أعطت للإنسان الكثير من الطاقة والسرعة والقدرة على الاتصال، ونتجت عن كل منها سلاسل من الاختراعات والوسائل، التى أعطت البشرية الكثير من التقدم و«الحداثة» والتنمية إلى درجة لم تصل إليها أجيال من قبل. الآن، فإن العالم يقع على أعتاب قفزة جديدة لا تقل عن قفزات سابقة أخذت الإنسان إلى خارج الكرة الأرضية والاطلاع على الكون الفسيح؛ وتنجم عن تنظيف العالم، وتنقية أجوائه، والتعامل مع كل ما بات يُعرف الآن باللون «الأخضر». الصيحات التى جاءت من شرم الشيخ قامت على نزع «الكربون» De-carbonization من الهواء والماء والأرض. ورغم أن ذلك يمكن أن يصيب بالحيرة هؤلاء الذين اعتقدوا أن الكربون كان هو الذى شكّل الخلية العضوية الأولى المؤسِّسة لكافة المخلوقات؛ فإن الثابت هو أن الكربون مثل أمور كثيرة فيه ما هو خيِّر وما هو شرير. الشر كله قام على الجشع الإنسانى لاستنزاف موارد الطبيعة والإسراف فى حرقها، أما إذا كان ذلك يتم من خلال تدوير ما نعرفه ونقدر عليه، فإن الاستنزاف سوف يتوقف ويبقى لدينا «كوكب تانى»، نظيف، وعفىّ، ويعطى الإنسان فرصًا لا نهاية لها.

شركة «إبسون» اليابانية، من العارضين فى المنطقة الخضراء من المؤتمر، ظلت طوال تاريخها تنتج الطابعات السريعة والجميلة والملونة، ولكنها كانت تنتج مخلفات الأوراق التى تجرى طباعتها، وعندما يجرى التخلص منها فإنها تضيف المزيد من الكربون الفاسد، الذى يوجد الكثير منه على كوكب الأرض. الشركة الآن باتت قادرة على رفع هذه المعصية من خلال تدوير الورق مرة أخرى، فلا يجرى التخلص منه فى القمامة، وإنما يدخل إلى الطابعة مرة أخرى، حيث تجرى معادلته وعودته ورقًا A-4 إذا كنتَ تريد، وبالألوان التى ترغب فيها. مثل هذه الثورة تجرى فى التخلص من بقايا البلاستيك، الذى كان فى وقت ما ثورة عالمية، أو حتى أجهزة الكمبيوتر، التى باتت من كثرتها عبئًا عالميًّا يصعب التخلص منه، حتى اقترحت جماعة تصديرها إلى العالم الثالث مع المخلفات النووية. العصر الجديد هو أن تتخلص من تكنولوجياتك السابقة، وتخلق تكنولوجيات جديدة تخلق عالمًا آخر.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير من شرم الشيخ تقرير من شرم الشيخ



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 06:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الخليجية في الكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab