بقلم: عبد المنعم سعيد
أعلنت نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس تقريرها الطبى الصادر عن البيت الأبيض، وتضمن أن صحتها البدنية والنفسية تؤهلها لكى تكون رئيسة الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة. التقرير الطبى والوثيقة الضرائبية من تقاليد الانتخابات الرئاسية، حيث يطلع الشعب الأمريكى على اللياقة الصحية والعقلية للمرشح؛ وعلى سلامة موقفه المالي. ولكن المرشح الجمهورى والرئيس السابق ترامب بينما نشر الأول فإنه خلال رئاسته السابقة لم يقدم إقراره الضريبى لا أثناء الحملة الانتخابية الأولى (2016) ولا أثناء وجوده فى البيت الأبيض. إعلان هاريس عن لياقتها الصحية محاولة لإحراج الخصم والتذكير بأن السيدة هاريس عمرها 59 عاما بينما المنافس 78 عاما؛ وهى سن لابد وأن فيها عددا من أنماط القصور الصحي. هو نوع من رد الصاع صاعين، بعدما استخدم ترامب السن للدفع بالرئيس بايدن خارج السباق، ولكن ترامب لم يكن يعرف أن بايدن كان لديه من شجاعة رجل الدولة ما يجعله يتخلى لصالح سيدة سمراء ويضعها ويضع الشعب الأمريكى فى اختبار ديمقراطى حقيقي. بعد ذلك لم يكن لدى ترامب إلا التلميح بعدم كفاءة المرأة ونقص عقلها عندما يؤكد المرة تلو المرة أن معدل ذكائها قليل.
ولكن هكذا الحملات الانتخابية، أحيانا يكون التركيز على «السياسات» التى يفترض أن الشعب يتطلع إليها فى حياته العملية؛ ولكن الحديث الكثير عنها سرعان ما يصيب المرشح الذى بعد أن يبدأ الحديث بحماس، فإنه بعد عدد من اللقاءات تظهر عليه علامات الضجر. هنا ينقلب الحديث إلى الكفاءة وقدرة المرشح على مواجهة واقعة «مطلع الفجر» عندما يجرى إيقاظه على أزمة نووية! اللياقة هنا ضرورية فى سرعة قدرة الرئيس على مواجهة مواقف صعبة تحتاج إلى الحكمة والعقول الصافية. بالطبع فإن هناك أجهزة استشارية تعمل على مدار الساعة، ولكن الرئيس فى النهاية هو الذى يتخذ القرار ويتحمل المسئولية. تقرير هاريس يعيد التذكير بعدم لياقة ترامب للمنصب وأن فى عقله خللا.