بقلم: عبد المنعم سعيد
هلَّ الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر الرابع فى الدورة الرئاسية الأمريكية لكى يحتكم الأمريكيون إلى صناديق الانتخابات فيما جل من أمورهم التى يختلفون عليها، وما اتفقوا عليه يصوتون على أفضل الطرق لتعظيم فائدته. هكذا تقول الحكمة التى وضعها الآباء المؤسسون للدولة، وما جرى بعدهم من تعديلات دستورية؛ وجميعها الآن تتعرض لاختبار مخيف لأمريكا وربما العالم. المخضرمون يعرفون أن هذه المرة ليست مثل المرات السابقة، وهى جولة انتخابية ممتلئة بالسوابق غير القابلة للتصديق، ولأول مرة لن يمكن الجزم بأن النتيجة ستكون معلومة قبل شروق شمس اليوم التالي. قال لى حكيم سبق له العمل فى إدارتى كلينتون وأوباما، إن هذه المرة سوف يبدأ فيها فورا التنازع على قانونية النتيجة، وسوف يكون هناك إعادة عد الأصوات كما حدث فى نوفمبر 1999 عندما اختلف الناس على أصوات ولاية فلوريدا لكى تحسم بعد ذلك قضائيا وتشريعيا ويفوز جورج بوش الابن الذى حصل على أغلبية المجلس الانتخابى الممثل للولايات، ويخسر آل جور الذى فاز بالأغلبية الشعبية التى تشمل الولايات المتحدة. ولكن هذا الاحتكام لم يتكرر فى انتخابات 2020 عندما رفض رئيس الدولة ترامب النتيجة، وراح يلاحقها مع أنصاره حتى وصلت الملاحقة إلى الكونجرس فى 6 يناير فى اعتداء وحشي؛ وبعدها دخل بايدن إلى البيت الأبيض دون استقبال من الرئيس السابق!
لا يمكن القطع فى كيف ستكون النتيجة، وسابقا طرحت أن الانتخابات سوف تكون معركة تقرير المصير الأمريكى الذى سوابقه كانت ساعة الثورة الأمريكية، وعندما نشبت الحرب الأهلية. من الآن نحن نعلم أن ترامب ونائبه جيمس فانس أعلنوا أنهم لن يقبلوا نتيجة الانتخابات لأنهم يعلمون أن الشعب الأمريكى يؤيدهم؛ ولذا فإن أى نتيجة أخرى سوف تكون مزورة كما كانت الانتخابات السابقة. المتشائمون للغاية يصلون إلى أن ذلك ربما يأخذ أمريكا إلى حرب أهلية؛ والمتفائلون يرون أن الإصلاحات التى جرت فى الولايات لن تترك مجالا لذلك.