بقلم: عبد المنعم سعيد
استدعت «كامالا هاريس» فى خطاب قبولها الهزيمة الانتخابية أمام مناصريها قول إنه عندما تشتد الظلمات يمكن رؤية النجوم فى السماء لامعة وبراقة. وفى خطاب النصر قال «دونالد ترامب» إن هناك نجما جديدا يسطع فى سماء السياسة الأمريكية، وهو «إيلون ماسك» الذى هو الأكثر ذكاء فيما عرف، والنصير الذى كان له فضل فى الفوز. «النجوم» فى الحالتين فيها الدلالة على الأمل واكتشاف المجهول وكلاهما يرفع المعنويات لدى المهزوم، ويضاعف الطموحات لدى المنتصر. وفى الأولى، فإن ذلك يعنى الهداية ساعة «المراجعة» لمعرفة الحقيقة التى قد تكون مُرة، فالناخب الأمريكى فى أغلبيته ليس مقتنعا بأن تكون المرأة رئيسا للدولة، وإذا كانت سمراء فإن الرفض مضاعف، وهو أيضا ليس متحمسا للإجهاض، وبات متعبا من كثرة المحاضرات الملقاة على عاتقه، خاصة من أوباما وزوجته، حيث تقع الديمقراطية فى صناديق الانتخابات وليس أسعار السلع. وفى الثانية، فإن ترامب أراد أن يقدم نوعية جديدة من القادة فى الحزب الجمهورى أتت من رحابة الحزب الديمقراطى من قبل، ولكنها انتهت لكى تكون قيادة حازمة تستطيع أن تحقق نتائج فضائية تستعمر القمر وتصل إلى المريخ.
الإضافة التى يأتى بها «ماسك» إلى السياسة ليست فى شبابه كما جاء جون كينيدى، ولا فى حكمته رغم سنه كما أتى من رونالد ريجان، وإنما فى عنفوانه ضد تدخل الدولة فيما ليست لها فيها يد ولا قدرة ولا مهارة. هو ليس منتجا فقط للسيارة تسلا أو للصاروخ إكس أو الشبكة الكونية «ستارلينك»، وإنما أيضا شاهد على أن تكلفة «ناسا» للصاروخ الناقل إلى الفضاء عشرة أمثال تكلفته للمنتج نفسه. القطاع الخاص هنا يضع حقائق السوق والعرض والطلب فى المقدمة، وصواريخه متعددة الاستخدام، وقادرة على حمل أحمال للاستعمار الفضائى، وشبكته «ستارلينك» تقدم العون للمحتاج فى أوكرانيا وفى مناطق الأزمات. «النجوم» هنا أو هناك هى الهداية لمرحلة جديدة فى التاريخ الأمريكى بحلوها ومرها.