بقلم : عبد المنعم سعيد
هناك تعبير في الولايات المتحدة أنه عندما يقرر صاحب أن يخون صاحبه في مصالح شخصية كالمال والعقار والنساء فإنه يدفع به أسفل «الأتوبيس» أو الحافلة Under The Bus للخلاص من منافسته أو من العبء الذي يلقيه على أكتافه. التعبير هو العملة المستخدمة في الإعلام فيما يتعلق بالعلاقة الحالية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. القصة بدأت قبل ثلاث سنوات في 24 فبراير 2022 عندما قامت روسيا بغزو أوكرانيا لكي تنشب حرب طاحنة بين قوة عسكرية عظمى ودولة شقيقة عندما كانت جزءا من «الاتحاد السوفيتي» ودولة عدوة عندما بات أحد أحلامها الانضمام لحلف الأطلنطي. الموقف الأمريكي والأوروبي كان معاديا للغزو، ومصمما على إحباطه بالمقاطعة الاقتصادية وإمداد أوكرانيا بالمال والعتاد والمعلومات حتى بلغت القيمة 300 مليار دولار. الحرب ذاتها شكلت جولات من الهجوم والهجوم المضاد؛ وفي الوقت الحالي فإن روسيا تحتل 20% من الأراضي الأوكرانية؛ بينما تحتل أوكرانيا إقليم «كورسك» الروسي. الحرب التي كان مقدرا لها ألا تزيد على أسابيع لصالح روسيا لم يتحقق؛ وتفوق أوكرانيا لأنها ديمقراطية وجزء من أوروبا والتحالف الغربي لم يؤد إلي صد الهجوم ولا منع الاحتلال.
الرئيس ترامب كانت لديه عدة مسارات للتفاعل مع الأمر، فكان على اتصال بالرئيسين «بوتين» في موسكو؛ و«زيلينسكي» في كييف، وعندما كان جزءا من الحملة الانتخابية قال إنه لو كان في السلطة لما نشبت الحرب. وبعد أن فاز ودخل إلي البيت الأبيض فإن الموقف تغير فأصبح زيلينسكي ديكتاتورا لأنه لم يعقد الانتخابات في وقت الحرب حيث الأحكام العرفية معلنة وكذلك فإن سبب الحرب كانت رغبة حلف الأطلنطي في ضم أوكرانيا. وقبل كل ذلك وبعده فهو أن الدفاع عن أوكرانيا ليس مشكلة الولايات المتحدة؛ وأنه على أوكرانيا أن ترد ما حصلت عليه من أموال من خلال منح واشنطن الحق في استغلال ثروة المعادن النادرة التي توجد لديها. أصبحت أوكرانيا واقعة تحت الحافلة؟!