بقلم : عبد المنعم سعيد
الأخبار فى شهر يناير أقل عنفا وحزنا مما كانت عليه قبل أسابيع؛ وهناك بعض من الزحف البطيء نحو عالم أفضل. اختيار «جوزيف عون» رئيسا للبنان كسر حلقة جهنمية تمنع استكمال البناء السياسى فى لبنان الذى يقوم على تمثيل متكافئ للأركان الأساسية للنظام اللبنانى. ما حدث من كسر لنفوذ حزب الله الذى مثل الثلث المعطل - هكذا كان الوصف والموصوف - للنظام السياسى فى الدولة الشقيقة؛ جعل استئناف الحياة ممكنة فى دولة قامت على الحداثة فى قلب العالم المعاصر والأعراف التقليدية فى حزمة مثيرة. أصبح وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية نافذا، وانخفض تبادل القصف الصاروخى، وباتت إسرائيل تفكر فى عودة النازحين إلى ديارهم مرة أخرى. فى المقابل فإن الضغط يزداد على إسرائيل لكى ترحل عن الجنوب؛ ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتى يعلن أنه لن يكون هناك تسليح فى جنوب الدولة إلا من خلال جيشها. باختصار فإن لبنان يستعيد قيمته كدولة بلا ثلث معطل ولا فصل ما بين الدولة واستخدام السلاح الذى تراجع إلى جنوب نهر الليطانى. أصبح ممكنا النظر بجدية إلى وقف إطلاق النار على جبهة غزة الفلسطينية الحمساوية وإسرائيل. الزخم بات كبيرا مع تدخل ترامب الذى كان حازما مع حماس بإدخال «جهنم» فى الصورة، ومع نيتانياهو أنه سوف يتولى السلطة لكى يحل المعضلات وليس لوقف إطلاق النار.
جبهتان أخريان حدث فيهما وقف لإطلاق النار دون حديث؛ الجبهة السورية انفجرت دون قتال؛ وتولت إسرائيل تدمير الجيش السورى دونما حرب؛ والجبهة العراقية قررت أن تصمت طالما أن المدافع صمتت فى لبنان وسوريا؛ وغزة تحاول الوصول إلى الحالة الصامتة. جبهة اليمن ظلت على علاتها؛ والحوثيون ما زالوا يناوئون، ولكن أعداد صواريخهم تراجعت بعد ضربة جوية مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا جلبت تدميرا هائلا بطول الساحل الغربى لليمن. إيران لا تحتاج لإعلان المراجعة لموقفها المناسب لما انتهت إليه حالة الحرب!