بقلم : عبد المنعم سعيد
بدأت التحقيقات داخل الجيش الإسرائيلى حول الأسباب التى أدت إلى وقوع مفاجأة هجوم حماس على إسرائيل فى 7 أكتوبر 2023. «جيرشون باسكين» أحد نشطاء السلام والتفاوض نشر مقالا فى صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» يعدد فيه «المفاهيم الزائفة» التى أدت أولا إلى هذا الفشل الكبير فى مواجهة الواقعة التى شكلت بداية لحرب كبيرة حيث جرى التصور أن حماس قبلت الرادع الإسرائيلى وأنها باتت تركز على تنمية غزة. وشجع على ذلك أن حماس أقامت قرابة 1000 (ألف) نفق تتولى التهريب على الحدود المصرية، حيث فرضت الرسوم على السلع المصرية المدعومة، ومنها أقامت مشروعات عقارية لبناء القطاع حتى توقف ذلك بعد ثورة 30 يونيو ونجاح الجيش المصرى فى دحر الإرهاب وإغلاق الأنفاق. إسرائيل من ناحيتها شجعت حماس على هذا الاتجاه؛ بينما فى نفس الوقت تذكر برادعها كلما قام أحد الفصائل (الجهاد مثالا) بإطلاق صواريخ بالقصف الجوى الذى يخلف وقوع ضحايا وتدميرا ملحوظا. وثانيا إن «الردع» لا يكون مفيدا مع طرف يرى فى الموت استشهادا وطريقا إلى الجنة الدائمة. وثالثا إن حماس خلقت نوعا من الشرعية عندما فازت فى انتخابات 2006 تحت راية حزب «التغيير والإصلاح»؛ وبالطبع أنه بعد الفوز فإنه لم تحدث انتخابات أخرى.
رابعا إن عملية الاستيطان المتسارع فى الضفة الغربية، والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى مع 58 سنة من الاحتلال واستحكام الفقر ووجود جيل من الشباب أقل من 30 عاما ويشكل 68% من شعب غزة خلق ما يكفى من الغضب الذى جرت تجربته استعدادا لعملية 7 أكتوبر. فى نفس الوقت فإنه لم يوجد لدى إسرائيل احترام لرغبة الشعب الفلسطينى فى الحرية وتقرير المصير والكرامة. وخامسا إن عودة حل الدولتين إلى الساحة السياسية والدبلوماسية جعل رفض إسرائيل للتفاوض على أساس أنه لا يوجد شريك غير منطقى؛ وباتت الحقيقة الناصعة - والكلام للكاتب - أن هناك شعبين على أرض واحدة ويستوجب الاعتراف بالأمر الواقع.