شاهد على مصر والقضية الفلسطينية 16

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (16)

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (16)

 العرب اليوم -

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية 16

بقلم - عبد المنعم سعيد

كانت «كامب ديفيد» الثانية- تمييزًا لها عن كامب ديفيد الأولى التى اجتمع فيها الرئيس السادات مع الرئيس كارتر ومناحيم بيجين- خيبة أمل كبيرة، لم يستطع فيها الرئيس ياسر عرفات والرئيس بيل كلينتون ورئيس الوزراء إيهود باراك أن يصلوا إلى تسوية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى الذى طال عقودًا كثيرة.

وفقًا لما ذكر لى من قبل مشاركين فلسطينيين فى المؤتمر أن الأطراف كانت قريبة للغاية من الاتفاق ولكن الرئيس عرفات لم يكن على استعداد لكى يتحمل مسؤولية «القدس» وحده؛ ولا كان قادة عرب على استعداد لاتخاذ قرار جرت مداولاته على بعد آلاف الأميال من عواصمهم. ويبدو أن المحاولة المصرية التى حدثنى عنها د. أسامة الباز لم تنتج كثيرًا، وهكذا تكررت القصة الفلسطينية الإسرائيلية وهو أنه عندما تفشل قوى السلام فى التوصل إليه، فإن قوى الحرب والعنف تسيطر على المستقبل. كان ذلك ما شعرت به عندما سافرت إلى رام الله بدعوة من تنظيم فتح بصحبة د. جمال عبدالجواد للحديث عن الحال فى الشرق الأوسط.

بعد المحاضرة والنقاش الطويل كما هى العادة حيث كم هائل من التشاؤم وجدت «مروان البرغوثى» فى انتظارى الذى أخذنى لكى أتجول فى شوارع المدينة وأرجائها المختلفة وللحديث حتى مطلع الفجر تقريبًا.

استمر الحديث فى اليوم التالى وكان حول موضوعين أولهما شخصى وهو أن مروان كان يريد الدراسة حتى الدكتوراه فى مصر وهو ما وعدته خيرًا؛ وثانيهما مناقشة ما قاله من خطأ الفلسطينيين فى عدم اتباع الرئيس السادات. لا أذكر أننا وصلنا إلى حل ما لمعضلة الواقع الآخذ فى السخونة، مع أفكار الندم على فرص سابقة؛ ولكن بعد عودتى إلى مصر حاولت تسهيل طلبه بينما كانت الأوضاع فى الضفة الغربية تشير إلى أن أركان الانتفاضة الفلسطينية الثانية على وشك الاشتعال.

حتى نهاية العام 2000 لم ييأس الرئيس كلينتون من استئناف المفاوضات، ونجح فى التوصل إلى ما سمى بعد ذلك تفاهمات «كلينتون» والتى حلت مشكلة القدس بأن تكون على قاعدة أن يكون للعرب ما للعرب ولليهود ما لليهود. وبينما النار تجرى تحت الرماد تحفظ الرئيس عرفات من ناحية على 26 نقطة فى مشروع الرئيس كلينتون الذى كان يعيش أيامه الأخيرة؛ كما جرت مفاوضات عُرفت بمفاوضات طابا كتب عنها ميجيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا فيما بعد، أنها كانت قريبة جدًّا من الحل.

وخلال شهر يناير وقبل الأيام الأخيرة لكلينتون وأيام ما قبل الانتخابات الإسرائيلية التى أتت بشارون إلى السلطة طلبنى د. أسامة الباز لكى أسافر معه إلى جنيف لحضور التوقيع على «وثيقة جنيف» التى قامت على أسس ما بذلته «مجموعة كوبنهاجن» من جهد للتوافق العربى والفلسطينى الإسرائيلى، وهناك كنا شهودًا على ميلاد الوثيقة ووفاة عملية السلام معًا.

كان التاريخ مفتوحًا على آخره لكى يدخل الطرفان الفلسطينى والإسرائيلى فى مجزرة كبرى استمرت لسنوات بعدها؛ ولم يكن بعيدًا عما جرى فى الحادى عشر من سبتمبر2001 والذى خلط ما بين الصراع والإسلام والإرهاب؛ وعندما عقدت القمة العربية فى بيروت فى 2002 وعرضت مبادرة السلام العربية لم يغب عن الذهن السؤال عما كان سيكون عليه حال السلام فى الشرق الأوسط لو أن المبادرة جاءت مبكرة عن موعدها.

كانت مصر والمنطقة كلها تنتقل من قرن إلى آخر محملة بميراث هائل من العنف أخذ أشكالًا متعددة كان فيها الغزو الأمريكى للعراق فى 2003، وورد عليها استحكام التنظيمات الإرهابية من القاعدة إلى داعش، ومن عجب أن أيًّا منها لم يكن له علاقات وطيدة بالقضية الفلسطينية. وبعد عقد من كل ذلك عندما هلت طبول ما سُمِّى «الربيع العربى» لم تكن القضية الفلسطينية على قائمة الثوار فى ميادين التحرير وإنما قضايا أخرى تطيح بنظم لا يُعرف ما سوف يأتى بعدها.

المؤكد أنه كان هناك جيل جديد خلق موجتين من التغيير أولاهما من 2010 وحتى 2013 وجرت فى مصر وسوريا واليمن وتونس وليبيا، وثانيتهما من 2018 إلى 2019 وجرت فى العراق ولبنان والسودان؛ وفى كلتيهما لم تكن القضية الفلسطينية حاضرة اللهم إلا أن مفهومًا جديدًا للسلام جاء مع السلام الإبراهيمى وما بعده من نوايا التطبيع فى دول عربية أخرى.

أصبحت المنطقة مستعدة لطبعة جديدة من الانقسام بين جماعة الممانعة والمقاومة- الصمود والتصدى السابقة- وجماعة الإصلاح والبناء والتنمية. مصر باتت فى قلب هذه الأخيرة تنعم بالاستقرار وتقوم بدورها فى الوساطة وتقديم العون والإنقاذ. وفى ذلك تفاصيل كثيرة.

arabstoday

GMT 05:22 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

مغامرة وخسارة

GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

العالم بين رمضاء بايدن ونار ترمب

GMT 05:19 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

كيف نستعد لانبعاث اليمين المتطرف؟!

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

على أبواب الجحيم!

GMT 05:15 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

لكي ننقذ أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير

GMT 05:13 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

صراع «البرتقال» و«التورتة»!

GMT 05:11 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

حصان طروادة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية 16 شاهد على مصر والقضية الفلسطينية 16



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 11:37 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
 العرب اليوم - الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
 العرب اليوم - أفكار للكراسي المودرن الخاصة بالحديقة المنزلية

GMT 18:39 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن
 العرب اليوم - دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن

GMT 19:56 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

العظماء السبعة ؟!

GMT 00:02 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

مقتل 5 وإصابة 63 في انفجار خزان غاز غربي تركيا

GMT 00:02 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

أحمد عز يعترف بالخطأ الأكبر في حياته

GMT 11:37 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع

GMT 00:01 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

محمد رمضان يكشف عن تقديم عمل درامي مغربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab