بقلم : عبد المنعم سعيد
اليوم يدخل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؛ وبعد قسم اليمين فى الساعة الثانية عشرة ظهرا سوف يصبح رئيسا للولايات المتحدة لأربع سنوات. ما قاله الرجل إن يومه الأول سوف يشمل 100 قرار جمهورى تنفيذي؛ بعضها يقلب قرارات اتخذها الرئيس السابق، وبعضها الآخر قرارات خاصة به، منها العفو عن هؤلاء الذين هاجموا الكونجرس الأمريكى فى 6 يناير 2021 وصدرت بشأنهم أحكام قانونية؛ وليس معلوما من الناحية القانونية والدستورية عما إذا كان من حق الرئيس أن يصدر حكما بإعفاء نفسه من أحكام قضائية. فيما يخصنا، فإن الرئيس الجديد بدأ تحركاته قبل أن تنتهى مدة بايدن، عندما أرسل إلى الدوحة ممثلا له على غير ما استقر عليه العرف ؛ ربما لكى يصل إلى خطة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. أيا ما كان الموقف فإن ترامب سوف تكون لديه «أجندة» مزدحمة من أول البحث عن سلام فى أوكرانيا، وحتى تقرير مصير جزيرة جرينلاند وضمها إلى الدولة الأمريكية.
بالنسبة لنا فإن دخول ترامب إلى مسرح الأحداث ليس وحده البداية الجديدة لما يجرى فى العالم، وبالتأكيد الشرق الأوسط الذى لم تعرضه لمأساة مروعة سبع من «نخب الغضب» العربية فحسب؛ وإنما شاهد التاريخ انفجارا سوريا، وأعقبه ظهور جماعة الإخوان المسلمين فى حكم دمشق. وبعد تدمير الجيش السورى من قبل إسرائيل تدميرا كاملا، فإن جبهة تحرير الشام الحاكمة بدأت تشكيل جيش جديد صلته بسوريا أقل ما يمكن، وروابطه مع جبهات الجهاد العالمية من شيشان وأزبك وطاجيك وغيرهم كثر كان من بينهم مصريون تقودهم جماعة صدرت بشأنهم أحكام من محاكم مصرية. «حركة ثوار 25 يناير» ظهرت بأعلام مصر الملكية، وكأن الجمهورية لم تولد قبل ثلاثة أرباع قرن. التغيرات الأخرى فى التعليم، والموقف من المرأة، ومن الأقليات كانوا عُرضه للتقية العالمية التى جذبت دولا غربية وعربية لعل وعسى يكون هناك جديد. الحقيقة هى أنه لا يوجد جديد!