بقلم : عبد المنعم سعيد
اختارت مجلة «التايم» دونالد ترامب شخصية العام 2024 ليس لفوزه فى الانتخابات وإنما لوجود معالم متفردة على الأرجح أنها سوف تكون مؤثرة فى التاريخ الأمريكي، والعالم. ترامب 2 ليس صورة من ترامب 1 الذى دخل البيت الأبيض قبل ثمانى سنوات، هو حالة مختلفة أقل حيرة وأكثر يقينا من أنه يستطيع أن يقلب أمريكا والعالم رأسا على عقب. بعض من ذلك ظهر إلى الدنيا من نوعية من اختارهم للعمل، وبعضه الآخر من سياسات للتوسع الإمبريالى الأمريكى جنوبا نحو قناة بنما وخليج المكسيك، وشمالا نحو كندا، وشرقا نحو «جرينلاند»؛ ولم يتوجه نحو الغرب لأنه لا يوجد إلا محيط فسيح. ولكن ترامب يوجد فى جعبته أمر جديد، لعله سوف يكون شخصية العام 2025 : «إيلون ماسك» الذى كان من العلامات الجديدة فى الحملة الانتخابية للرئيس. تاريخيا فإن مدير الحملة الانتخابية عادة ما يكون شخصية مهمة لأنه أخذ الرئيس إلى البيت الأبيض، ولكنه يكون شاحبا، وينتهى مصيره السياسى بعد إنجاز المهمة.
«إيلون ماسك» لم يكن فقط أكبر ممول لحملة ترامب الانتخابية؛ ولكنه لم يكن جالسا وراء الكواليس هو كان واقفا فى أغلب الأوقات على المسرح إلى جوار الرئيس فاتحا ذراعيه للجماهير، وفاتحا منصته X (تويتر سابقا) للمرشح الجمهوري. الجديد أكثر من ذلك أن ماسك بات مبشرا ونذيرا لمد النفوذ الفكرى والأفكار «الترامبية» بعد تطويرها وجعلها أكثر حدة. البداية هى أوروبا والهدف الانتقال بما فيها من أحزاب يمينية متطرفة من الشارع السياسى إلى سدة الحكم. ألمانيا هى مركز القوة الاقتصادية الأوروبية ولذا فإن «ماسك» قام بإجراء مقابلة مع قائدة حزب البديل «أليس ويدل» لكى يتحدث معها عن هتلر والنازية فتكون الإجابة استبعاد هتلر لأنه كان شيوعيا! الانتخابات الألمانية فى الشهر المقبل، وقوة الدفع ستستمر؛ وفى وقت الفراغ دفع قوى يمينية جديدة لكى تطيح بالحكومة العمالية ورئيس وزرائها «كير ستامر». سوف يكون العام مثيرا للغاية؟!