بقلم - عبد المنعم سعيد
منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة ـــ اليونيسكو ـــ عادت إلى دائرة الاهتمام العام فى مصر مع ترشيح د. خالد العناني ـــ وزير السياحة والآثار السابق وصاحب الإنجازات الكبرى ـــ لمنصب المدير العام للمنظمة الدولية رفيعة المقام. المنظمة فضلا عن وظائف العلم والتعليم والثقافة فإنها واحدة من آليات الأمم المتحدة لمنع الحروب وإقرار السلم في العالم. الحرب في الأول والآخر تنبت في عقول البشر بما يتولد فيها من أطماع ورغبات في الهيمنة والسيطرة. الآن فإن هذه المهام أصبحت أكثر تعقيدا من أي وقت مضى بحكم الأزمات الدولية المتعاقبة بخطورتها التكنولوجية المهددة بالسلاح النووي، واحتدام قضايا تتطلب الوعي العالمي من اول الأوبئة وحتى الاحتباس الحراري. العبء هكذا ثقيل، ويتزايد ثقله كل يوم على أكتاف البشرية. المهمة الملقاة على عاتق مدير المنظمة تتطلب الكثير من المعرفة والقدرة على نشر الوعي على المستوى العالمي بكل ما يعنيه ذلك من قدرات اتصالية تفاوضية.
لقد جرت العادة في الترشيحات المصرية السابقة لمنصب المدير بالتركيز أولا على المميزات المصرية من حضارة وثقافة وقوة ناعمة في العموم، وتعتبر ذلك كافيا وزيادة للحصول على المنصب، وثانيا على مزايا المرشح وقدراته التي كانت دائما عالمية المكانة والقدرة والخبرة، وثالثا على الاتصالات التي يقوم بها المرشح المصري مع دول العالم مساندا من الدولة المصرية. كل ذلك أصول لا بأس بها ولكنها لم تكن كافية للنجاح، وما يحتاجه رسالة عالمية إنسانية تؤكد أولا على بناء الحضارة الإنسانية بطريقة تتعامل مع القضايا الكبرى للقرن الحادي والعشرين. وثانيا أن السلام ضرورة بشرية فى زمن تتواجد فيه أسلحة الفناء الشامل. وثالثا أن تنوع الثقافات يجعل الإنسانية أكثر تكاملا عما كانت عليه في أي وقت مضى. ورابعا أن الفكر والثقافة الإنسانية التي قامت على تراث بضعة آلاف من السنين، ربما بات عليها تحدى التعبير عن حضارة تتجاوز الأرض إلى أكوان ممتدة بين كوكبنا والسماء.