قانون العقارات

قانون العقارات

قانون العقارات

 العرب اليوم -

قانون العقارات

بقلم - عبد المنعم سعيد

إذا كان قانون الإصلاح الزراعي دمر الثروة الزراعية المصرية، فإن قانون العقارات قام بنفس المهمة بالنسبة للثروة العقارية. لحقت في طفولتي خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وسواء كان ذلك في القاهرة والمدن الريفية، وجود لافتة شقة للإيجار, وشاهدت عمليات التبخير والدعاء لله لكي يبارك للمكان بمن يقطنه. بلغة الاقتصاد كان ذلك يعني أن العرض كان زائدا عن الطلب؛ وكانت عملية التأجير ممثلة في عقود جاهزة في مكتب البريد يتم استيفاؤها وبعدها ينتقل الساكن إلى سكنه. ما أن جاءت الستينيات حتى بدأت ظاهرة التصادم والاحتكاك بين الملاك والمستأجرين، وظهرت ملامح خلو الرجل الذي يدفع لإخراج الساكن لكي يحل محله ساكن آخر يرفع الإيجار حسب حالة الأسواق. ساعتها بات الشائع هو وجود علاقة استغلال بين المالك والمستأجر؛ وهنا تدخلت الحكومة بقوة لكي تحدد إيجارات المساكن بنفسها مستخدمة في ذلك سطوة الدولة وقبضتها. كان واضحا أن تقييد الإيجار، وبعده عن واقع سوق العلاقة بين العرض والطلب، سوف يفسد السوق العقارية. وكما فعلت الحكومة في تصحيح الاقتصاد في الأراضي الزراعية باستصلاح الأراضي بنفسها، فإنها فعلت ذات الأمر في مجال العقارات ببناء المساكن الشعبية بنفسها.

لم يمض وقت طويل إلا وزاد اختلال العرض والطلب مرة أخري، وباتت الحكومة عاجزة عن بناء المساكن، ووجد الملاك حلا لانعدام العدالة الإيجارية في تمليك وحداتها، وفي جميع الأحوال إهمال الثروة العقارية وصيانتها؛ أما المستأجرون حتى في المساكن الشعبية فقد أخذوا الأمر بيدهم لبناء حجرات إضافية خارج كل القواعد الهندسية. ولدت العشوائيات الحضرية على نطاق واسع، ومع الزيادة السكانية، ونقص السكن الحكومي، تفاقمت إلى منتجعات خطرة. إصلاح ذلك سوف يجري تناوله في أعمدة أخري، ولكن الرسالة هنا هي أن قرابة خمسة عقود من تطبيق قانون العقارات في مصر، أدت إلى تدمير ثروة مصر العقارية حينما تحللت المساكن، وتسللت العشوائيات إلى قلب المناطق الحضرية التراثية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون العقارات قانون العقارات



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:28 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

بغير أن تُسيل دمًا

GMT 03:01 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

استشهاد 70 شخصًا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة

GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإنسانية ليست استنسابية

GMT 02:57 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

الطيران الأميركي يستهدف السجن الاحتياطي

GMT 01:04 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

قصف مبنى في ضاحية بيروت عقب تحذير إسرائيلي

GMT 02:45 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 00:58 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

أوغندا تعلن السيطرة على تفشي وباء إيبولا

GMT 07:50 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

GMT 02:48 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

إنهاء الهيمنة الحوثية

GMT 03:16 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

سعر البيتكوين يتجاوز مستوى 95 ألف دولار

GMT 02:13 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

محمد صلاح يتألق مع ليفربول

GMT 02:42 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

معركة استقرار الأردن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab