بقلم - عبد المنعم سعيد
شهر مايو الحالى كان مزدحما بكثير من الندوات والمؤتمرات التى يحضرها باحثون وخبراء عاشوا لحظات قرارات صعبة خاصة من شرق أوروبا ووسط آسيا. المزاج العام كان متشائما والتشاؤم يأتى من حرب باردة بين الولايات المتحدة والصين، وحروب ساخنة تجرى فى أوكرانيا والشرق الأوسط. لكسر هذا المزاج وطرح وجود إمكانية لعالم أفضل، طرحت حزمة من الأخبار الطيبة أولها أن العالم قد أصبح الآن ٨ مليارات نسمة ومع ذلك فإن عدد الصراعات فى الدنيا لا تتناسب مع هذا العدد. وثانيها أنه خرج ٢ مليار نسمة معظمهم من الهند والصين من الفقر والفاقة . وثالثها أن العالم دخل إلى «الجائحة» ونجح فى تنظيم التعامل معها فى عالم مزدحم المطارات والمسافرين والبضائع والسلع المنقولة؛ وفى الوقت نفسه تكاملت مهارات الدول فى البحث عن علاج ثم لقاح وبعد عامين على ذلك فإن العالم عاد إلى سيرته الطيبة الأولي. ضحايا العالم من الوباء مقارنة بـ «الأنفلونزا الآسيوية» قبل مائة عام كان أقل بكثير.
ورابعها أن الحرب الأوكرانية رغم حدتها الشديدة، وتورط قوى عظمى وتحالفات كبرى فيها مثل حلف الأطلنطي، ومضى أكثر من عامين، فشل فى محاولات الخروج من الصراع من خلال وساطات وضغوط بسبب تكلفة الحرب، فإنه فى الواقع لم تتوسع الحرب وتصير عالمية ولا تتوسع داخل أوروبا كما حدث فى الحربين العالميتين السابقتين. وفى الوقت نفسه خامسا ورغم العقوبات الاقتصادية الشديدة على روسيا والصين وإيران فإن الاقتصاد العالمى لا يزال صامدا ولم يحدث انهيار فى الأسواق العالمية. وسادسا أن التطورات التكنولوجية العالمية أخاذة للغاية وهى لا تكتفى بالتوجه التجارى نحو السيارات الكهربائية وبعضها يسير دون قيادة، والقدرة على مضاعفة سرعات الطائرات، والسعى الأقل تكلفة لاستعمار القمر. وربما كان ما لا يقل أهمية عن ذلك ليس فقط الآفاق العالية التى فتحها الذكاء الاصطناعي، وإنما القدرات الإنسانية على اختراع العلاجات لأمراض مستعصية مثل السرطان والسكرى والسمنة.