بقلم - عبد المنعم سعيد
قبل أسبوعين زرت مدينة دبى لحضور قمة الإعلام العربى أولا والتعليق ثانيا فى برنامج «ساعة حوار» لقناة «عربية» الذى يتناول أحداث الساعة. بالصدفة كانت الجهة المنظمة للحدث الأول تنقل المشاركين من الفندق إلى قاعة المؤتمر فى سيارات «تسلا» الكهربائية ذائعة الصيت لصاحبها «الون ماسك» العبقرى الأمريكى المعاصر، أما الحدث الثانى فكان الانتقال من الفندق إلى الاستوديو فى السيارة الصينية الكهربائية واسمها «بناء أحلامك» (BYD) أو Building Your Dreams. السيارة الأولى أمريكية الصنع وفاتحة العربات الكهربائية فى العالم الذى بات أكثر سحرا عندما تمتطى السيارة فلا صوت فيها لموتور ولا مروحة؛ سريعة مثل الريح وفاتنة مثل زهرة.
الثانية صينية الصنع فيها نفس الصفات الأخاذة، ولكنها فى الشحن الكهربائى الواحد تسير ضعف مسافة الأمريكية؛ وفيها ميزة إضافية أن سقفها مصنوع من لدائن تمتص حرارة الشمس؛ بينما الأمريكية سقفها من زجاج يجعل المسافر فيها يتصبب عرقا من حرارة تفوق الأربعين درجة مئوية تتغلب على جهاز تكييف السيارة.
هذا ليس إعلانا للسيارات، ولا يوجد لدى الاستعداد أو القدرة للحصول على أى من السيارتين؛ ولكن ما يدور فى الذهن كيف نجحت الصين فى التفوق على الولايات المتحدة الأمريكية فى إنتاج سيارة كهربائية. تذكرت العصر الذى كانت فيه السيارة الأمريكية هى عنوان الصناعة فى العالم حتى ذاع أن مصالح شركة «جنرال موتورز» هى ذات مصالح الولايات المتحدة الأمريكية. كثيرون يعتبرون الصين الآن قوة عظمى من نوع خاص فهى لا يشغلها إستراتيجيا إلا موضوع تايوان، ومن الممكن للعالم أن ينقلب رأسا على عقب فى الشرق الأوسط وأوكرانيا ولكن بكين تكتفى بالتمنيات الطيبة أو الامتناع عن التصويت أو السعى نحو صلح حماس وفتح، بينما تسعى إلى «الحزام والطريق» حول الكوكب، بينما محطاتها الفضائية تصل إلى الجانب الآخر من القمر.
الأصل فى الأحلام الصينية هى أنها تبنيها وتحققها بقدر هائل من العمل والاجتهاد والسباق بجد مع أمريكا.