بقلم: عبد المنعم سعيد
منذ الثورة الصناعية الأولى فإن سرعات الانتقال من ثورة صناعية إلى أخرى تضاعفت؛ ويبدو ذلك جليا مع اندماج الثورة الثالثة التى قامت على المعلومات وجهازها الكمبيوتر، مع الثورة الرابعة للذكاء الاصطناعى الذى يقربنا الآن من الصورة الخيالية التى قدمتها السينما عن تقديم «الخادم» أو «العميل» أو «الروبوت» الذى يقوم بما يريد منه الإنسان. هذه المسافة ما بين العلم حيث تتكون النظريات والفرضيات، والتكنولوجيا الذى يجعل ذلك يتحول إلى تطبيقات، إلى رفع هذه التطبيقات لكى تتسع إمكاناتها وقدراتها. الآن نجح العلماء الصينيون فى إنتاج «العميل» «مانوس» الذى يقلل من التدخل الإنسانى إلى أقصى حد، ويكون قادرا على الاستنتاج للمهام فيقوم بها فى سرعات قياسية. لكى نقرب فهم المسألة فإن الثورة الأولى حلت الآلة مكان القوة العضلية للإنسان فلم يعد فى حاجة إلى استخدام الفأس على سبيل المثال، وبعد ذلك يسرت له عملية الانتقال ومعه السلع والبضائع عندما قامت نفس الآلة - آلة الاحتراق الداخلى - بقيادة القطار والسيارة ثم الطائرة حيث قامت جميعها على قوة الدفع وتحويلها إلى حركة.
الآن فإن الكمبيوتر أولا بات شخصيا يمكن التحرك به؛ وثانيا فإن طاقته الاستيعابية فى الحساب زادت بمراحل عما كانت عليه عندما ذهب الإنسان إلى القمر. الذكاء الاصطناعى قام بمحاكاة التفكير الإنسانى فى إبداع المقالات والروايات والقطع الموسيقية استنادا إلى التوجيهات التى يعطيها الإنسان من حيث المساحة والزمن. المعركة الحالية التى أنتجت «مانوس» دخل بنا - الإنسانية - إلى رحاب آخر من حيث الحجم والزمن والاستقلال. كل ذلك بات ممكنا فى مشروعات كبرى من استخدام مانوس فى مجالات كثيرة كانت تبدو غير مترابطة وأصبحت مع الذكاء الاصطناعى سهلة الارتباط. المؤكد الآن أن النجم الجديد للثورة الحالية والقادمة هو الصين؛ وكما هى العادة فإن الخوف الإنسانى يأتى من احتمالات سيطرة الروبوت على البشر؛ ولكن ربما ما يجب البحث عنه هو كيف ستستخدم هذه الثورة الجديدة فى الحرب!