ما لا يجب أن يُنسى

ما لا يجب أن يُنسى

ما لا يجب أن يُنسى

 العرب اليوم -

ما لا يجب أن يُنسى

بقلم - عبد المنعم سعيد

بالصدفة البحتة أصبحت على حافة حملتين انتخابيتين، واحدة منهما فى مصر والأخرى فى الولايات المتحدة. من الناحية المهنية لم تكن أى منهما تقل أهمية عن الأخرى، واحدة لأسباب وطنية لها علاقة بالمصير المصرى وعما إذا كان تراكم التقدم سوف يحدث أو أنه كما حدث فى فترات سابقة عندما كان يعقب كل فترة البناء والتغيير فترات أخرى للتراجع والنكوص.

الثانية لها علاقة بالنظام الدولى، فالفارق بين ترامب وبايدن هو فارق بين السماء والأرض. هكذا ركبت الطائرة بينما الفجر يلقى بأول شعاع على كوكب الأرض، وأمامى رحلة ممتدة لساعات طويلة تدور كلها فى يوم آخر هو أول الأيام التى جرت عندها أولى المناظرات فى معركة الانتخابات الأمريكية حامية الوطيس.

أشرعت البصر من طاقة الطائرة ورجع بى الخاطر إلى مصر وتاريخها الطويل منذ مولد دولتها الحديثة مع محمد على، فإذا بها ترجمة لدورات من التقدم يعقبه تراجع مروع، تماما كالفارق بين محمد على ونجله إبراهيم، ثمّ بعد ذلك عهد الوالى عباس الأول وما جرى فيه من نكسات لكل الروافع التى ارتفعت لكى تخرج مصر من عصورها الوسطى والمملوكية إلى العصر الحديث.

المؤرخون يعلمون الكثير مما فعله عباس فى مصر، بحيث جعلها عدوا لكل ما هو متقدم وعصرى، وعندما يكون ذلك من أجل دخول الجنة تصبح الكارثة مضاعفة. الدورة تكررت بسرعة، فقد جاء سعيد ببعض التطور، أما إسماعيل فقام بطفرة كبرى كان فيها خلق القاهرة الخديوية وشق قناة السويس ومعها ثلاث مدن إضافية، وكلاهما جاء فى قلب الصحراء الجدباء لكى يسجل أهم تطور جيوسياسى عرفته الدولة المصرية فى العصر الحديث.

لكن الثورة العُرابية قامت، والاحتلال جاء، وكان عصر الخديو توفيق ومن بعده عباس حلمى الثانى إشارة الى ميل عثمانى جديد لم توقفه هزيمة الإمبراطورية فى الحرب العالمية الأولى، ونشوب ثورة ١٩١٩ لكى تبدأ دورة جديدة من التقدم المصرى، قادته نخبة مصرية جديدة رغم قيود الاحتلال واضطرابات الأسرة المالكة.

أصبحت مصر حاضرة وطنية مؤثرة فى إقليمها وساحة من ساحات حرب ضروس سواء تصادم فيها السلاح كما حدث فى العلمين، أو تفاوض القادة فى فندق مينا هاوس. أزمة ٤ فبراير ١٩٤٢، بدأت خلخلة النخبة المصرية الجديدة، وبداية التراجع الذى لم يقطعه إلا ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ التى جاءت بأحلام جديدة لمصر متقدمة توحد العرب وتقيم العدل فى العالم.

ولكن ما إن انتصفت الستينيات حتى توقفت الخطط الخمسية، وجرت هزيمة يونيو ١٩٦٧. الرئيس السادات بدأ نهضة جديدة بحرب أكتوبر ١٩٧٣ ومواكبة الانفتاح الاقتصادى لنهضة الدول الأسيوية، لكن الزمن جاء بثورة ١٨ و١٩ يناير، وبعدها اغتيال الرئيس الذى حرر الأرض وبنى المدن الجديدة. الحلقة بعد ذلك لم تتوقف، وقامت ثورة يناير ٢٠١١ عندما كانت مصر قادرة على تحقيق معدلات عالية من النمو!.

أسباب ذلك ملك الدارسين والأكاديميين، وبعد عشر سنوات من ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ تجرى انتخابات رئاسية جديدة وتنافسية بعد ثمانى سنوات من تطبيق «رؤية مصر ٢٠٣٠» وهى التى بقى منها سبع سنوات أخرى. ولن يختلف كثيرون على حقيقة أن مصر تعيش منعطفا جديدا نتيجة الأزمة الاقتصادية، لكنها محظوظة فى نفس الوقت لأن ما جرى فيها ظاهر عيان، ليس فيه تمنيات طيبة ولا أحلام سعيدة.

والأهم أن نصيبنا من هذا الواقع جعل كثيرين داخل القيادة المصرية، وداخل المرشحين المنافسين، وتراجعت الأهمية الجوهرية لدور القطاع الخاص والاستثمار الأجنبى كرافعة للخروج من الأزمة والمضى قدما لاستئناف النمو الاقتصادى. مراجعة كلمات المرشحين يوجد فيها بعض من ذلك.

وبعض من المراجعة المشروعة لما جرى، لكن ما لا يجب نسيانه، ولا السكوت عنه، هو أنه خلال السنوات العشر الماضية تعاملت مصر بنجاح مع ثلاث أزمات: الإرهاب، وجائحة الكورونا، والنتائج العالمية للحرب الأوكرانية.

لا يحق لمرشح الرئاسة أن يستبعد ذلك فى حديثه إلى الشعب المصرى فهو فى تطلعه المشروع إلى المنصب الرفيع لابد أن يحنى الرؤوس للشهداء والجرحى الذين دافعوا عن مصر، وأن ينظر بعدالة مقارنة الأداء المصرى فى مواجهة الوباء بأداء دول عظمى، أما الواجب الذى لا يقل أهمية فهو كيفية فهم ومتابعة تأثير أزمات عالمية كبرى على مصر والإقليم والعالم.

خلال الشهرين القادمين سوف أكون فى بوسطن متابعا للانتخابات المصرية والأمريكية، وهذه فرصة للفحص والتحليل، ووصيتى هى ألا ينسى أحد أن القضية فى الأول والآخر هى كيف نجعل مصر دولة عظيمة؟.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا يجب أن يُنسى ما لا يجب أن يُنسى



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab