بقلم : فاروق جويدة
عندى سؤال حول بعض المشروعات التى تُقام على شواطئ النيل، خاصة الجراجات واقتطاع أجزاء من النيل والمحال.. كذلك عمليات الإزالة لمشروعات قائمة مثل المسرح العائم على نيل المنيل، وهو مركز ثقافى مسرحى اجتماعي.. وهناك أخبار تتردد حول نقل كلية الفنون الجميلة إلى حلوان لبيع المبنى وعمره مائة عام.
هناك أيضا نيل الزمالك ونيل المعادي، والغريب هو إقامة جراجات للسيارات على شاطئ النيل أمام مناطق فى الزمالك وجاردن سيتي، وهى أحياء تاريخية.. ويكفى ما حدث من تشوهات لحى عريق مثل الزمالك.. إن مثل هذه المشروعات تتطلب دراسات أعمق وأوسع من الخبراء حول جماليات الأماكن، خاصة أن ذلك يطلب قطع أعداد كبيرة من الأشجار على شواطئ النيل.. إن من الأهمية القصوى استحضار الرؤية الجمالية للأماكن، فملامح شواطئ النيل تتطلب دراسة الموقع، وهل هو اعتداء على قدسية المكان وتشويه ما فيه من الأماكن والذكريات.. لقد واجهت الدولة العشوائيات فى أماكن كثيرة، وأقامت مساكن ومنتجعات وأبراجا، فإن شواطئ النيل تاريخ طويل يجب أن نتعامل معه بحرص شديد، لأننا لا نملك غير نيل واحد.. وأى مشروعات على النيل يجب أن تخضع لدراسات جادة وعميقة..
كانت شواطئ النيل من المقدسات فى حياة المصريين، وكنا نقيم احتفالات الفيضان ولنا حكايات مع عروس النيل والقرابين التى كانت تقدم فى كل المناسبات لهذا النهر العظيم الذى يمنحنا الحياة، ويجب أن يظل النيل نهرا مقدسا.