بقلم : فاروق جويدة
أخيرًا أصدر رجل الأعمال الصديق صلاح دياب سيرته الذاتية فى مجلد أنيق، حكى فيه الكثير من مشوار حياته ما بين المال والصحافة والأصدقاء والمعارك والخلاف مع أكثر من عهد وأكثر من مسئول. والكتاب يجمع بين الأحداث العامة التى عاشها والظروف والمتاعب التى تعرض لها، مع سجل من الصور مع أعداد كبيرة من المسئولين.
عرفت صلاح دياب منذ سنوات، وكان لقاؤنا الأول فى حضرة عميد أسرة دياب المهندس كامل توفيق دياب، وهو ابن أحد رواد الصحافة المصرية فى عصرها الذهبى، وكان صاحب جريدة «المؤيد». وقد ربطت بينى وبين كامل دياب صداقة عميقة حين كان رئيسًا لشركة الوادى للحاصلات الزراعية، وفيها حقق طفرة غير مسبوقة فى تصدير الموالح المصرية إلى أوروبا والدول العربية.. انطلق صلاح دياب فى مشروعه بالإنتاج الزراعى المتقدم باستخدام وسائل الإنتاج الحديثة، ثم دخل عالم البترول وحقق فيه مكاسب كثيرة، ثم أصبح مطورًا عقاريًا فى أكثر من مشروع، ولم ينس أن يقيم مؤسسة «لابوار» بفروعها فى كل محافظات مصر لإنتاج الحلوى..
وكان مشروع صلاح دياب الأكبر هو صحيفة «المصرى اليوم» التى احتفلت أخيرًا بعيدها العشرين، خاضت فيها معارك صحفية خطيرة، وقدمت نخبة من أبرز كتاب مصر، وما زالت تمثل أحد الإنجازات المهمة فى رحلة صلاح دياب.
تعرض صلاح لمواقف كثيرة صعبة جاءت خارج مشواره، ودفع لها ثمنًا كبيرًا، ورغم هذا كان مقاتلًا صامدًا أمام تحديات كثيرة.
رغم صداقتنا كانت بيننا خلافات عابرة، كان أهمها أزمة جامعة زويل، فقد كان موقفى منذ البداية مع صديقى أحمد زويل، واحتَرتُ يومها بين صديقين جمعنا الود والتقدير، وإن خسرت فى هذه الأزمة اثنين من أعز أصدقائي: د. عبد العزيز حجازي، وإبراهيم بدران. وخرج زويل من المعركة بجامعته الجديدة، وبقيت جامعة النيل من قلاع التعليم فى مصر.. كان صلاح دياب موفقًا وهو يأخذ دور الكاتب ويحكى قصة حياته بكل رموزها وأحداثها وأشخاصها، وأيضًا متاعبها.. ومازال صلاح دياب يكمل مشواره بكل الإصرار والصمود.