بقلم : فاروق جويدة
طفل صغير يُسمى صالح مهدى زاده، عمره تسع سنوات، فاز بالجائزة الأولى فى أكبر مسابقة لتلاوة القرآن الكريم فى العالم، تُقيمها إيران سنويًا على مستوى العالم الإسلامى.
الطفل الصغير أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعى، ووصل به الأمر أن قرأ القرآن بطلب من إيران فى أحد المؤتمرات الدولية.
ابن التاسعة من العمر حفظ القرآن الكريم وهو فى الخامسة، ويُجيد أكثر من قراءة، ويتمتع بقدرات صوتية وجمالية غير عادية، وهو يستطيع تقليد قراء مصر العظام مثل: مصطفى إسماعيل، وعبدالباسط عبدالصمد.
وقد أذهل العالم بتلاوته، وحسن أدائه، وصدق إحساسه، وكان من الواضح أن الطفل المعجزة تم إعداده وتحفيظه آيات القرآن بصورة علمية دقيقة.
هناك أشياء تبدو فى نظر البعض بسيطة وعادية، ولكنها تحمل قيمة كبرى وتأثيرًا واسعًا.
منذ سنوات كنت أشاهد معرضا عن ترجمات الآداب العالمية أقامته منظمة اليونسكو فى مقرها فى باريس، ووقفت أمام قسم الثقافة العربية، وكان يضم عددًا قليلاً من الكتب، وحين دخلت قسم الثقافة الإيرانية وجدت سيلًا متدفقًا من الأعمال الإبداعية، رغم أن الثقافة العربية هى الأقدم.
قصة الطفل الإيرانى صالح زاده الذى أبهر العالم وهو يقرأ القرآن الكريم بأكثر من رواية وبصوتٍ معجز تستحق منا وقفة.
هناك نماذج من البشر ترفع شعوبها، وهناك من يسيء لها سلوكًا وفكرًا وأخلاقًا.. يجب أن نتعلم الدرس.
إن العالم أصبح الآن قرية صغيرة وما يحدث يصبح بعد دقائق حديث الناس فى كل مكان ولهذا يجب أن يحرص كل شعب على أن يقدم أفضل وأجمل ما فيه.
فرق كبير بين من يقدم الجمال ومن يروج للقبح ولن تتساوى أشباح تخيف الأطفال وأصوات تنشر الإيمان والبهجة والأخلاق.