بقلم:فاروق جويدة
طلب غريب وجّهه الرئيس ترامب وهو يتحدث مع نيتانياهو، أن يترفق بسكان غزة.. هل هناك وحشية أكثر من ذلك؟ وهل يُعقل أن الرجل الذى يقدّم السلاح ويموّل الحرب ويلغى القرارات الدولية يمكن أن يتحدث بهذه الرقة ويطلب وقف جرائم القتل والدمار بهذا الأسلوب الإنسانى الراقي؟.. لنا أن نتخيّل ما يقوم به رئيس أكبر دولة فى العالم وهو يخاطب مجرم حرب.. إن القصة كلها تدعو للسخرية لأنها لا تليق بأصحاب القرار الذين يتحكمون فى مصير الشعوب قتلًا وحياة.. إن هذه الجملة القصيرة التى جاءت فى صورة نصيحة من الرئيس ترامب إلى رجل مأجور وقاتل، هو نيتانياهو تمثّل جريمة تُحاكم عليها كل قوانين العالم.
إن هذا الرجل الذى يطلب الرحمة فى قتل أطفال غزة هو نفسه لم يتحرك لوقف هذه الجريمة، حتى وإن بدا وكأنه من دعاة الرحمة.. إنها تمثيلية ظهرت فى كلمات قصيرة، يطلب فيها ترامب أن يقتل برِقّة، وهل فى القتل مشاعر حتى يخدعنا رئيس أكبر دولة فى العالم ويؤدّى دورًا بطوليًا تحت دعوى الرحمة، رغم أن نيتانياهو فى الحقيقة قاتل ومُدان أمام العالم كله؟!
فى دنيا السياسة تختلط الأدوار، وفى عالم الجريمة تأخذ الذئاب صور البراءة، والرئيس ترامب لم يتحرك لوقف هذه الجريمة، ولن يكون أبدًا من دعاة الرحمة.. العالم يعرف أن الشعب الأمريكى يجيد التمثيل، وقد أغرق شعوب العالم بأفلامه الساذجة، ويبدو أن الأدوار اختلطت عند الرئيس ترامب، فلم يُفرّق بين جرائم القتل تحت ستار الرحمة.. إن الأزمة الحقيقية للرئيس ترامب أنه يحاول أن يلعب دورا لا يتناسب مع سياسات بلاده.