بقلم : فاروق جويدة
الكاتب اللبنانى الكبير سمير عطا الله، كاتب عروبى الهوي، يحتل مكانة خاصة فى الضمير العربي، ولبنان الثقافة والفن والإبداع فوق كل التصنيفات .. كتب أخيرًا معلّقًا على ما كتبتُ عن أستاذى د. شوقى ضيف، وكيف نصحنى فى بداياتى أن أتخلى عن «الحب الشبابيكي» وأترك الشواطئ وأسبح فى عمق البحار .. وقال الأستاذ سمير: كيف اختار أستاذ اللغة والنقد كلمة عامية مصرية وهو يحاول أن يوجه أحد تلاميذه؟.
الأستاذ سمير عطا الله يذكر زمنًا مضى ، كانت فيه الأغنية والمسلسل والفيلم باللهجة المصرية الجميلة، وكان العالم العربى يردد كلمات رامى بصوت أم كلثوم، وكانت أفلام الريحانى وأنور وجدى والنابلسى وفريد الأطرش تُعرض فى كل العواصم العربية .. ما نسمعه ونراه ونقرأه الآن ليس لغتنا الراقية الجميلة التى أحببناها وكانت مصدر فخرنا.. فى زمن مضي، كانت لنا عامية واحدة وفصحى نفهمها، ومنذ أصبح لكل شعب لغته وأغانيه، اختلت موازين الأشياء فى الفن والإبداع والسياسة. وتعددت اللهجات واختلفت المواقف، وأصبح كل إنسان يحمل قناة فضائية خاصة تُسمى «المحمول»، حتى الأغانى اختلفنا عليها.. كانت لغتنا الجميلة توحد الملايين فى كل العواصم العربية وللأسف الشديد هذه اللغة الجامعة أصبحت الآن غريبة فى بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا .. كنت فى زيارة منذ سنوات لدولة عربية شقيقة ولم أجد أحدا يتكلم العربية، وقلت بعد سنوات سوف نبحث عن آخر مواطن عربى مازال يتحدث العربية وسوف نفتقد كثيرا روادنا الكبار أمثال د. شوقى ضيف الذين حافظوا على لغتنا الجميلة قبل أن تسطو عليها حشود اللغات الأخري..