بقلم:فاروق جويدة
لم يكن غريبًا أن تفتح أمريكا بابًا سريًا للتفاوض مع حماس بعيدًا عن إسرائيل.. هى مبادرة غريبة وفريدة، ولكنها السياسة .. إن حماس تلعب الدور بذكاء شديد، لأنها أصبحت طرفًا فى المعادلة، رغم أن أطرافًا كثيرة ترفضها.. إنها جماعة إرهابية عند أمريكا، وهناك دول عربية تتحفظ عليها، وسلطة أبو مازن ليست على وفاق معها .. ولكن حماس يمكن أن تحقق مكاسب كبيرة مع أمريكا بعيدًا عن إسرائيل..
إن أكبر الفرص أمام حماس أن تتبنى أمريكا مشروع إقامة دولة فلسطينية، وهى قادرة على أن تفرض ذلك على إسرائيل، ولا شك أن هذا إنجاز كبير. كما أن وقف القتال مكسب كبير لحماس، لأن إسرائيل لم تحقق نصرًا .. وإذا أيدت أمريكا مشروع مصر بإعادة إعمار غزة، فسوف يكون ذلك تتويجًا لإقامة الدولة الفلسطينية ..
إن دخول حماس فى مفاوضات مباشرة مع أمريكا بعيدًا عن إسرائيل وأى أطراف أخرى يمكن أن يخدم القضية الفلسطينية بعيدًا عن أطراف كثيرة تاجرت أو تآمرت عليها، خاصة أن جميع أطراف الصراع سوف تعود فى النهاية إلى البيت الأبيض، صاحب القرار والسلاح والدعم.. هناك أطراف لن تكون راضية عن التفاوض بين أمريكا وحماس، وفى مقدمتها إسرائيل ودول عربية ترفض حماس حربًا وسلامًا، ولكن إذا نجحت حماس فى مفاوضاتها مع أمريكا، فسوف يكون ذلك إنجازًا كبيرًا لمصلحة القضية الفلسطينية، لأن أمريكا هى القوة الوحيدة التى تستطيع أن تواجه مشروع إسرائيل، لأنها طرف فيه.