بقلم:فاروق جويدة
لا أحد من الأجيال الحالية فى مصر يذكر شيئًا عن شهادة البكالوريا، فقد اختفت منذ سنوات، ولكنها عادت تطل مرة أخرى اعتبارًا من العام المقبل بديلًا للثانوية العامة.. يُقال إنها ستكون أربع سنوات على مرحلتين، وفى رواية أخرى أنها ستكون ست سنوات .. كانت شهادة البكالوريا ذات صيت واسع فى مصر فى زمن مضي، وكانت العائلات تقيم الاحتفالات إذا حصل ابنها على الشهادة.. لكنها اختفت مع ذكريات كثيرة فى حياة المصريين.. حتى لا يتهمنى أحد بالجمود وعدم الرغبة فى التغيير، فأنا من حيث المبدأ لا أعترض، ولكن لدى بعض الملاحظات.. هل هذا هو الوقت المناسب لهذا التغيير، ونظام التعليم عندنا يواجه أزمات كثيرة بين التعليم الخاص والعام، وبين بقاء المجانية أو إلغائها؟ ولماذا لا يخضع مثل هذا القرار لدراسات أعمق؟ وما هو دور مجلسى النواب والشيوخ، والجهات الأهلية، ورجال التعليم، والأسرة المصرية فى مثل هذا القرار، حتى لا يكون نوعًا من الارتجال؟
من حق أى وزير أن يفكر ويضع الخطط والتصورات، ولكن مثل هذا التغيير لا يمكن أن يكون عملًا فرديًا؛ لأنه يمس ملايين الطلاب والأسر ويتعلق بحياتهم ومستقبلهم. من حق الحكومة أن تجتهد وتطرح أفكارًا جديدة، ولكن الحوار مطلوب، خاصة فى قضايا تمس أمن الوطن واستقراره.
لابد أن تُطرح قضية عودة البكالوريا إلى دوائر الحوار، حتى لو تأجلت لسنوات مقبلة.. قليل من الدراسة والحوار أفضل..