فاروق جويدة
هناك شواهد كثيرة تؤكد زوال الدولة العبرية لأنها تحمل أسباب زوالها.. إن إسرائيل تريد أن تتوسع أرضًا وهي لا تملك شعبًا، وليس لديها من البشر ما يكفي، حتى لو انتقل إليها كل يهود العالم، ولا يزيد عددهم على 15 مليون يهودي.. إن حرب غزة الأخيرة كانت سببًا في هروب أكثر من مليون مواطن إسرائيلي في أقل من عام.
رغم أن خطة إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني بقتل الأطفال، إلا أن أعداد المواليد في الشعب الفلسطيني أكبر بكثير من أعداد الشهداء من الأطفال.
سمعت أما فلسطينية تقول: عندي تسعة أبناء، قدمت منهم خمسة شهداء، وبقي أربعة، وسوف أنجب خمسة آخرين.
إن حرب الأطفال بين إسرائيل والشعب الفلسطيني سوف تجعل الفلسطينيين أضعاف الإسرائيليين في عشر سنوات، وإذا كانت إسرائيل تراهن على الزمن لكسب الوقت، فإن أطفال فلسطين هم الجواد الرابح.. الشيء المؤكد أن شمس أمريكا اقتربت من ساعة الغروب، وإذا حدث ذلك وتراجع الدعم الأمريكي، فسوف تدخل إسرائيل منطقة الزوال، ولن يمتد بها العمر كثيرًا..
إن الدول التي تُقام على القتل ونهب الأوطان وسرقة مستقبل الشعوب لا يُكتب لها البقاء، لأنها تحمل أسباب زوالها.
وقد تكون حرب غزة الأخيرة نهاية المشروع الصهيوني، لأن ما قام على باطل يحمل نهايته.. هناك دول قامت ورفعت أعلامها واستعرضت جبروتها، وسرعان ما ضاقت بها الأرض، وخف بريقها، وأتاها أمر الله، وخُسف بها، واستسلمت للضعف والزوال.. إن اخطر نتائج حرب غزة وما قامت به إسرائيل. إن بقاء إسرائيل في قلب العالم العربي لن يضمن لها بقاء آمنا مع شعوب المنطقة في ظل أطماعها وحرب الإبادة التي تمارسها..