بقلم:فاروق جويدة
كنا أصدقاء سنواتٍ طويلة، وكثيرًا ما كنت أزوره في الأكاديمية المصرية في روما حين كان رئيسًا لها، وذات يوم قال لي إنه سيكون وزيرًا لثقافة مصر، وقد صدق.. واختلفنا عندما أصبح وزيرًا في قضايا كثيرة، ورغم ذلك بقي بيننا شيء من المودة..
واليوم أكتب عن فاروق حسني متمنيا تكريمه في حفل افتتاح المتحف الكبير في شهر يوليو القادم، والذي يشهده عدد من رؤساء الدول تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.. والحفل مناسبة وطنية كبيرة، ولابد أن نعترف أن فاروق حسني كان وراء هذا الإنجاز، مع عدد من المسئولين في قطاعات كثيرة في الدولة، ولكنه كان صاحب الفكرة والموقع والدراسة.. من المهم أن يكون حضوره تأكيدًا لدوره وتقديرًا لجهده، ولا بد أن يشمل التكريم النخبة من العلماء التي شيدت هذا الصرح الحضاري والتاريخي الكبير..
إن مصر العطاء تقدّر جهد كل ابن من أبنائها ترك علامة في بناء مشروع أو إنجاز، ولا شك أن فاروق حسني كان وراء هذا الإنجاز التاريخي..
اختلفنا في كثير من قضايا الفكر والثقافة والإبداع، ولكن خلاف الرأي لا يفسد للود قضية، ورغم أن فاروق ترك منصبه منذ سنوات، إلا أنه ترك للأجيال القادمة إنجازًا كبيرًا لن يُنسى.. اختلفت مع فاروق في قضايا ثقافية ومواقف فكرية وإنسانية، ولكن لم تكن بيننا خلافات شخصية، فهو إنسان مهذب ومتفتح..
ربما كان الخلاف حول بعض الثوابت، ولكن لا أحد ينكر أن المتحف الكبير من أهم إنجازات فاروق حسني الثقافية.. هذه دعوة إنصاف، وليست مجاملة عابرة.