بقلم : فاروق جويدة
هناك فيلم جميل رغم أنه انتهى بالخيانة فإنه من روائع السينما المصرية ، وهو عن قصة لعميد الأدب العربى وصاحب «الأيام» د. طه حسين.. وهناك سلسلة من الأسماء: «الحب الضائع»، «العمر الضائع»، و«الحلم الضائع».. ولا أدرى لماذا ارتبطت كل الأشياء الجميلة فى حياة الإنسان بالضياع.. كثيرًا ما يجلس الإنسان مع نفسه ويقلب أوراق حياته، ويكتشف أن أشياء كثيرة ضاعت ولا يملك استرجاع شيء منها.. أحيانًا يدور هذا السؤال: ما جدوى أن أكتب إذا كانت الكتابة دخانًا فى الهواء ؟ وما أهمية أن أصرخ ولا أحد يسمعني؟ وكيف يتسرب العمر منى بين الصراخ والألم وأنا حائر بين ناس لا تسمعنى وقلوب لا تشعر بي؟ كل شيء حولك أغمض العيون وأغلق الآذان، وما زلت تنادى أنك وسط حشود البشر مازلت تغنى ولا أحد يسمعك.. كانت الدنيا ترقص على أنغام أغنية جميلة، وكل شيء يرقص الآن بلا غناء.. كانت أحاديث الناس تحمل الإحساس والكلام الجميل ، والآن لا إحساس واختفى الكلام الجميل.. كانت مجموعة من الأصدقاء يجلسون معًا، ومضى الوقت ولا أحد يتكلم، واكتشف الجميع أنه لا أحد يرى الآخر. كل ما يدور بينهم أنفاس تتعثر، واكتشفوا أن الغرفة مظلمة ولا أحد منهم شعر بذلك.. كان الشخص الوحيد الذى تكلم عندما صاح فيهم أحد العارفين، وأخبرهم بأن علامات قيام الساعة تقترب، وأن أول الشواهد حديث الصمت وغياب الكلام وانقطاع النور والنوم بلا حساب.