بقلم:فاروق جويدة
الرئيس ترامب رجل مختلف فى صورته وكلامه وحواره، وقبل هذا هو مختلف فى أفكاره.. إنه يحمل جينات أمريكية غاية فى القدم، تشبه السلالات العتيقة من قدامى الحشود التى عبرت المحيطات من أوروبا وقضت على الهنود الحمر واستوطنت بلاد العم سام .. إن أفكار الرئيس ترامب تتغير مع أحوال النشرة الجوية، فهو يتحدث كثيرًا عن الحرية ولا ينكر إعجابه بالرئيس بوتين، لأنه يحب الحاكم الديكتاتور.. هذا التناقض فى فكر ترامب يعكس ازدواجية؛ أن يكون على رأس دولة الحريات ويروج للديكتاتورية التى يجسدها الرئيس بوتين.
كان شيئًا غريبًا أن يبدى دهشته كيف أن نيتانياهو لم يكتشف قبل ذلك روعة غزة ، وقد شاهدها آلاف المرات ، وكيف غابت عن عينيه .. إن هذا يؤكد أن ترامب لديه قناعات وأفكار قديمة جدًا ، فهو لم يمارس الديمقراطية ويفضل عليها الديكتاتورية، وقبل هذا كله هو رجل يريد أن يعيش أمام الأضواء حتى لو كانت كذبة كبرى..
إن الرجل فى أيامه الأولى فى الحكم طرح ضم كندا، والاستيلاء على قناة بنما، والتفاوض مع روسيا حول الحرب فى أوكرانيا وشراء معادنها، وشراء غزة وتهجير أهلها.. وسط هذا كله نسى حرائق لوس أنجلوس ودمار كاليفورنيا والملايين من الشعب الأمريكى الذين احترقت بيوتهم ولم يعد أحد يذكرهم .. بماذا نسمى ذلك؟
قلت: نحن أمام إنسان جاء من زمان آخر، فكرًا وموقفًا وحياة ، وعلى العالم أن ينتظر تاريخًا وزمنًا جديدًا، خاصة أن الرجل يسعى لأن يكون رئيسًا لأمريكا لفترة ثالثة..