بقلم:فاروق جويدة
خرجت إسرائيل بقرار أمريكى من المفاوضات بين إيران وأمريكا فى مسقط .. تمت المفاوضات بصورة غير مباشرة بناءً على رغبة إيران، وأعلن الطرفان أن المفاوضات كانت ناجحة، وسوف تستكمل يوم السبت القادم. كانت المفاجأة أن إسرائيل تم استبعادها من المفاوضات من البداية، وأن قرار المفاوضات كان أمريكياً إيرانياً، ولا شك أن هذا التحول يمثل بُعداً جديداً فى العلاقة بين إيران وأمريكا، لأن إسرائيل تعتبر نفسها شريكاً أساسياً فى المواجهة مع إيران. لا شك أن إبعاد إسرائيل كان قراراً إيرانياً أمريكياً، وأغلب الظن أن إيران كانت وراء إبعاد إسرائيل من المفاوضات، وأن أمريكا لم تمانع فى ذلك..
الواضح أن إيران نجحت فى أن تتفاوض من منطق القوة، وليس الاستسلام للتهديدات الأمريكية، وأن ترامب يسعى إلى إبرام صفقة لحسابه الخاص دون أن تُشارك فيها إسرائيل. والواضح أن ترامب يريد أن يصنع تاريخاً لنفسه، وبدأ بمساعى السلام بين روسيا وأوكرانيا، ثم أبرم صفقة الرسوم الجمركية مع العالم، والمرجح أن ينتهى بصفقة ضخمة مع الصين. إنه لا يريد شريكاً معه، وهو يرى أن نيتانياهو ليس مناسباً لمشروعه، ولهذا كان اللقاء الأخير بارداً، وعاد منه نيتانياهو مكسور الخاطر، لأن ترامب تصدّر المشهد، ولم يبقَ أمامه غير مأساة غزة، ولهذا انفرد بالتفاوض مع إيران دون أن تُشارك إسرائيل. المستقبل قد يحمل مفاجآت أكثر إذا نجحت المفاوضات مع إيران، لأن هناك سراً وراء اهتمام أمريكا بالمفاوضات مع إيران..
إذا نجحت المفاوضات وحُسمت قضية المشروع النووي، فسوف يكون هناك مستقبل آخر بين ترامب وإيران، يقوم على ميراث قديم بين البلدين ما زال يحمل جسوراً كثيرة بين شاه إيران وأمريكا.
كان الأستاذ هيكل يقول لي: فى إيران مدرسة دبلوماسية من أعرق المدارس فى العالم، وهى التى تدير السياسة حتى الآن.