بقلم:فاروق جويدة
يحمل المستقبل شواهد كثيرة غامضة بين أوروبا وأمريكا ، ظهرت أخيرًا بعد حديث بوتين وترامب ، حيث يُصرّ الطرف الأوروبى على أن يكون طرفًا بين روسيا وأمريكا حول السلام فى أوكرانيا.. لقد تحملت أوروبا أعباء هذه الحرب، ومن حقها أن تكون طرفًا فى مفاوضات السلام.. إن أوروبا أيضًا على خلاف مع أمريكا حول إبادة شعب غزة، فهى ترفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم، كما ترفض مشروع ترامب لضم كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية .. وقبل هذا، فإن انسحاب أمريكا من هيئات الخدمات الدولية يُلقى على أوروبا أعباء كثيرة.. إن الأزمة الاقتصادية العالمية تُثقل كاهل أمريكا بأعباء مالية ضخمة ، فلم تعد كما كانت فى مشروع مارشال وإعادة بناء أوروبا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.. صحيح أن أمريكا لن تتخلى عن أوروبا ، بما فى ذلك حلف شمال الأطلسى ، ولكن بلا أعباء، بينما تريد أوروبا الحماية الأمريكية بلا وصاية .. وهذا يعنى أن هناك مشروع طلاق بين أصدقاء الأمس، ولا أحد يعرف مداه.. العلاقات الأمريكية الأوروبية تعيش ظروفًا صعبة ، فكلاهما يحتاج إلى الآخر، ولكن بلا أعباء أو وصاية، حتى لا يصل الأمر إلى درجة الطلاق.. إن أوروبا تخاف من غدر أمريكا، وأمريكا لم تعد تطمئن لموقف أوروبا، وربما يكون لقاء بوتين وترامب بداية عهد جديد..
هل يمكن أن يكون تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا على حساب أوروبا، أم أن ذلك سوف يمهّد لعلاقات جديدة بين أمريكا وروسيا على حساب علاقتها مع أوروبا؟.. إن أمريكا تتفق مع روسيا فى عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسى، وربما توافق على استيلاء روسيا على بعض الأراضى من أوكرانيا.. ولا شك فى أن العلاقة بين أمريكا وأوروبا لم تعد كما كانت، إذ يمتد الخلاف من غزة إلى أوكرانيا، مرورًا بالحرب مع إيران..