بقلم : فاروق جويدة
هناك صفقة تاريخية تجرى الآن بين القطبين الكبيرين، أمريكا وروسيا، صفقة تاريخية على حساب أوكرانيا، حتى لو أغضبت أوروبا.. ولا شك أن روسيا، بهذا التحول فى موقف أمريكا، كسبت الحرب دون أن تحقق انتصارًا .. يبدو أن الرئيس الروسى بوتين يفهم جيدًا أفكار وطموحات نظيره الأمريكى ترامب ورغبته فى الاستيلاء على مناجم أوكرانيا، ولن يكون بوتين بعيدًا عن الصفقة..
إن ترامب يرسم الآن خريطة جديدة، فهل يسعى إلى تشكيل قوة عالمية ضد الصين؟ والشيء المؤكد أن روسيا لن ترفض ذلك، لكى تضع نهاية للصراع القديم مع أمريكا.. وإذا توحدت القوى بين أمريكا وروسيا، فنحن أمام عالم جديد، وسوف يتم توزيع مناطق النفوذ بعيدًا عن أوروبا، التى تشعر الآن بأن أمريكا خدعتها وأن التقارب بين روسيا وأمريكا سوف يغير خريطة العالم، خاصة أن أمريكا هى مصدر الحماية لأوروبا منذ عشرات السنين..
إن لقاء الأعداء سوف يوزع الأدوار والمناطق والدول فى أوروبا وإفريقيا وآسيا، ولن يكون بعيدًا أن تتم المصالحة بين أمريكا وإيران بدعم روسي، وأن تتراجع أدوار تاريخية مثل العالم العربى والهند، وحتى الصين سوف تخرج من المنافسة أمام العملاق الجديد الصاعد.. إن ترامب رجل يجمع المال والنفوذ ويعيد تشكيل خريطة جديدة للعالم، وقد ينجح..
إن أمريكا تحاول الآن التخلص من كل ماضيها، وتريد أن تفتح صفحة جديدة لكى تنفرد بقيادة العالم على طريقة الرئيس ترامب..
هل تقبل دول الاتحاد الأوروبى خريطة عالم جديد تُهمِّش دورها وتَحرِمها من الدعم الأمريكي، أم أننا أمام عالم جديد يُرسم، تُوزَّع فيه الأدوار والمواقع؟ وهل سيكون للعالم العربى مكان فيها؟.