فاروق جويدة
بلا مقدمات، كشفت إسرائيل عن وجهها الحقيقي، وأثبتت أنها فى مقدمة الجماعات الإرهابية فى العالم، وأن كل ما يقال عن السلام العادل قضية خاسرة.. لقد شهدت النخبة العربية انقسامات بين المقاومة والسلام وأوسلو، وكان ذلك زمنًا ضائعًا، وكان ينبغى أن نثق فيما قاله جمال حمدان، بأننا أمام كيان مزروع لتهديد شعوب العالم العربي، أرضًا وفكرًا وتاريخًا ودينًا وحضارة.. لقد اتضحت كل الحقائق، وأدركنا أن إسرائيل كيان له أطماع تتجاوز كل الحدود، وأن أحلامها فى التوسع تشمل الدول العربية كلها.. لقد دمرت غزة بدعم أمريكي، ووقف رئيس أكبر دولة فى العالم ليعلن احتلال غزة وتهجير شعب كامل من أرضه، ووصل التهديد إلى سيناء فى مصر والأردن، وما زالت التهديدات تتوالى.. كان ينبغى أن يدرك المطبعون العرب أن إسرائيل مشروع استعمارى ذو أطماع، وهو مؤامرة تاريخية لا بقاء لها.. إن تدمير غزة بهذه الوحشية وهذا الدمار يشكل وثيقة تكشف الوجه الحقيقى لهذا المشروع التوسعى البغيض .. إن أطلال غزة، التى يريد الرئيس ترامب أن يقيم عليها «ريفييرا» لأثرياء العالم، تحمل بين أنقاضها نساءً وأطفالًا، وهى صورة للإرهاب الحقيقى الذى تمارسه عصابة تل أبيب بالسلاح الأمريكي..
لقد أصبح من الضرورى أن يدرك العالم العربي، شعوبا وحكومات، أن المشروع الصهيونى يمثل تهديدًا لكل الشعوب العربية، وأن فلسطين ليست آخر الأطماع. وعلى حكماء العالم العربى أن يدركوا أن ما فعلته إسرائيل من الجرائم الوحشية فى غزة يمكن أن يكون مصير أى عاصمة عربية. كان وعد بلفور بداية المأساة، والآن نحن أمام وعد ترامب، وعلينا أن نعرف الحقيقة.