بقلم:فاروق جويدة
منذ أيام اقترحتُ فى هذا المكان اجتماع قمة عربية بعد أن تأزّم الموقف ووصل إلى مواجهات تحتاج إلى موقف عربى حاسم وموحد. وجاءت دعوة مصر لعقد القمة فى القاهرة يوم 27 من الشهر الحالي.. ولا شك أن قرار القمة قد تأخر كثيرًا، مما فتح أبوابًا كثيرة لانقسام الدول العربية، خاصة أن الخلافات طالت حرب غزة بين مؤيد ومعارض .. بل إن النخبة العربية نفسها انقسمت فى مواقفها تجاه ما يحدث، حيث انطلقت أصوات تدين حماس فى أحداث 7 أكتوبر، بينما كانت هناك أصوات أخرى تعتبر ما حدث إنجازًا تاريخيًا.. إن قمة القاهرة يمكن أن تضع نهاية لموقف إسرائيل وترد بعنف على اقتراح ترامب بتهجير أهل غزة إلى الأردن وسيناء، بل كان اقتراح نيتانياهو بإقامة الدولة الفلسطينية فى السعودية مثار سخرية من كل دول العالم .. إن مشروع «ريفييرا غزة» الذى طرحه ترامب لا بد أن يلقى رفضًا كاملًا من القمة العربية، وأن تقف الدول العربية ضد أطماع أمريكا وإسرائيل، كما حدث فى حرب أكتوبر التى وحّدت القرار والموقف العربى .. يجب بأن تشعر أمريكا ومعها إسرائيل أن الدول العربية لن تفرّط لحظة فى حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على أرضه .. كانت فلسطين قضية العرب الأولي، ويجب أن تبقى مصدر الأمن والاستقرار لكل العرب .. وفى القمة، يمكن أن تُحسم المواقف وتظهر الحقائق، ويدرك العالم أن هناك أمة قادرة على أن تصون قرارها وتحمى إرادتها.