بقلم : فاروق جويدة
تنتشر البنوك فى كل بلاد الدنيا، وفى كل أرجاء المحروسة، هناك بنوك للمال وأخرى للصناعة والزراعة، ولكن للأسف الشديد لا توجد بنوك للأحلام.. لماذا لا يكون هناك بنك للشباب يفتح أمامهم أبواب السعادة، يساعدهم فى العمل والسفر والزواج وامتلاك شقة أو الخروج من أزمة؟ لماذا لا تكون هناك بنوك لكبار المسنين، ترعاهم فى أيام الشيخوخة صحيًا ونفسيًا، وتوفر للقادرين منهم فرصًا للعمل؟ حتى الطفولة يمكن أن يكون لها بنك يحمى الفقراء منهم من برد الشوارع.
قد يسأل البعض: من أين يأتى المال؟ إن أثرياء العالم يمكن أن يتولوا هذه المسئولية ، بحيث توجد بنوك للشباب وأخرى للأطفال، وبيوت للمسنين.. إن السعادة ليست عملًا فرديًا، فأجمل المجتمعات هى تلك التى يكون فيها المجتمع قادرًا على إسعاد كل من فيه، لأن الله سبحانه خلق الإنسان ومعه الرحمة.. إذا كنت قد جمعت أموال الدنيا، فلماذا لا يكون للآخرين حق فيها؟ أنت تنام فى قصرك ، وهناك من ينامون فى العراء ولا يجدون طعامًا أو دواءً أو علاجًا يرحم شيخوختهم.
أحيانًا، وأنا أشاهد الفقراء يتسربون فى الشوارع، أسأل نفسي: حين خلق الله الحياة، خلق معها الرحمة، وحين خلق الألم، خلق معه السعادة، وأعطى البشر حق الاختيار بين السعادة والشقاء، لتكون السعادة حقًا للجميع.. أتمنى أن أجد فى مصر المحروسة بنكًا للرحمة والسعادة، وحق الإنسان فى حياة كريمة.. أدعو أثرياء مصر للمساهمة فى إنشاء بنك للرحمة.. لا أعرف عدد المحتاجين فى مصر، ولكنهم بالملايين، أما أعداد الأثرياء، فالله أعلم بهم.. المهم أن يجد المحتاج مكانًا على باب الأثرياء، فقد كانوا يومًا يفعلون ذلك.. كانت تجربة الاقتصادى العالمى محمد يونس فى إنشاء بنك الفقراء لإقراض الأسر الفقيرة تجربة فريدة أصبح بعدها رئيسا للحكومة فى بنجلاديش، وفاز بجائزة نوبل للسلام على مشروعه الفريد لخدمة الفقراء