بقلم : فاروق جويدة
هناك سؤال يتردد كثيرًا كلما حلت بالعالم الكوارث والأزمات: من أفسد أخلاق البشر؟ من استباح كرامة الإنسان؟ من قتل ودمر ونهب وظلم؟ من جعل الشعوب تستسلم وتفرط وتهادن وتقبل الهوان؟.. هل هو المال الذى قهر إرادة البشر؟ أم هو الفقر الذى جعل الإنسان عبدًا للحاجة؟ هل هو الظلم الذى شجع الإحساس بالمهانة؟ أم هو جبروت القوة الذى أذل أعناق الرجال؟
إن الإنسان هو الذى خلق القبح، ومارس الظلم ، ونشر الفقر، وعبد المال، وجعل القوة فوق كل شيء.. إن الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم، أى أنه خلق الرحمة، وهو الذى شيد العدل، وهو الذى حرم الظلم، وهو الحق ولو كره الكارهون.
أما المال، فهو سلطان جائر؛ فقد أفسد النفوس، ونشر الظلم، ونصب نفسه سلطانًا على الجميع.. إنه السيد المطاع، والحاكم الظالم، والقوى المغتصب.. المال هو السلاح الذى قتل، وهو الجوع والفقر والحرمان، وقبل هذا كله، هو القادر أمام ذل الحاجة، وفقر النفوس، وموت الضمائر..هذا هو الكون الذى نراه الآن وقد تشوهت فيه كل القيم والأخلاق، وأمسك بزمام الأمور ــ كل الأمور ــ القتلة والمأجورون وتجار المال..
الله سبحانه خلق الإنسان جميلًا فى كل شيء : أخلاقًا وسلوكًا وعدلًا.. ولكن الإنسان هو الذى ظلم، وتكبر، وطغى، وقتل، وجعل الحياة غابة يسكنها أشباه البشر.. من أفسد الكون ؟ إنه الإنسان الذى خلقه الله فى أحسن تقويم.
قد يكون السؤال: وما هو الحل؟
الحل أن يعود الإنسان إنسانًا، يرفض الظلم، وينشر العدل، ويكون صوتًا للحق والهداية، وليس بوقًا من أبواق الضلال.