بقلم : فاروق جويدة
كان مشهدًا مهيبًا فى القدس وغزة، والفلسطينيون يتبادلون وجبات الإفطار القليلة ساعة الإفطار، مشروبات قليلة وطعام أقل، والأضواء تملأ المكان، وهناك إصرار على أداء كل طقوس الشهر المبارك.. كانت قبة الأقصى تضيء أرجاء المكان، وعشرات المتبرعين يقدمون الوجبات للصائمين رغم أن الطعام قليل والأعداد كبيرة، بينما كانت إسرائيل تمنع دخول الطعام والماء والدواء للمرضى.. ورغم ذلك، صمد أهل غزة وتحملوا ذلك كله، وكان العالم يتساءل عن هذا الانتقام من المواطنين الذين حرمهم العدوان الغاشم من الأدوية، ومات الأطفال من الجوع والبرد والأمراض.
كثير من الناس يتساءلون فى هذه المحنة: أين أثرياء المسلمين؟! وفى أى دين يموت الإنسان جوعًا ومرضًا ودمارًا ؟! إن العالم ينظر إلى الحشود من البشر وهم يواجهون محنة الموت والدمار، وهناك دول وشعوب يشاهدون المأساة كل يوم ولا يتحركون.
وفى أول أيام شهر الصوم، التفّ الشعب الفلسطينى محتفلا بالشهر الكريم، واجتمعت الحشود فى موقف إنسانى رهيب، تصافح بعضها على أطلال البيوت المهدمة، ويتناولون وجبات طعام جاءت من هنا أو هناك.. وكما قدموا للعالم ملحمة فى الصمود فى الحرب، فهم يقدمون ملحمة أخرى فى التكافل والرحمة، ويقف العالم منبهرًا أمام هذا الشعب، وهو يموت مرتين، دفاعًا عن الأرض وتمسكًا بالحياة.
فى مشهد مهيب، كانت حشود الناس تتبادل طعامًا قليلًا، لكنه كان رسالة لعالم فقد الرحمة.. كثيرون معى يتساءلون: أين أثرياء العرب والمسلمين؟! أشياء تثير الحزن والخجل.