بقلم : فاروق جويدة
ينبغى ألا نتصور أن الحديث عن تهجير أهالى غزة قد توقف ، فما زالت هناك أفكار ومؤامرات تُدار خلف الكواليس .. ورغم أن الرئيس ترامب تراجع عن مشروع التهجير أمام خطة مصر لإعادة إعمار غزة وقرار قمة القاهرة ، فإن الأخبار ما زالت تخرج من إسرائيل وأمريكا ، تتحدث عن بدائل مطروحة لتهجير شعب غزة .. البعض يتحدث عن السودان ، وهناك أحاديث عن سوريا أو دول إفريقية يمكن أن تستوعب الهجرة.. والغريب أنه لا يوجد أحد يتحدث عن سكان الضفة ، الذين تحاصرهم إسرائيل وتخرجهم من بيوتهم ، ولا أحد يعرف أين يذهب هؤلاء .. فهل ما زال مشروع ترامب مطروحًا ؟ وهل هناك صفقة أخرى بعده ، بين ترامب وأثرياء أمريكا ، لشراء غزة أو تهجير أهلها؟ وماذا عن الضفة والقدس وخطط الإعمار التى تتبناها الدول العربية بزعامة مصر؟
لقد ظهر أخيرًا فيلم تسجيلى عن «غزة الريفييرا» ، التى يرسمها خيال الرئيس ترامب ، وفيها الفنادق والشواطئ والملاهى على الطريقة الأمريكية .. وقد ينتهز ترامب أى فرصة قادمة لتنفيذ مشروعه ، وقد يساعده فى ذلك حالة الانقسام بين القوى الفلسطينية ، التى وصلت إلى الاتهامات بالخيانة ، رغم أن الكارثة لا تهدد فريقًا دون الآخر ، بل تهدد الجميع..
كان انقسام قيادات الشعب الفلسطينى أخطر أسباب عدم إقامة الدولة الفلسطينية ، بما فى ذلك فشل اتفاق أوسلو، ومشروع كلينتون الذى رفضه عرفات ، وقبل ذلك ما حدث فى «الميناهوس» و»كامب ديفيد» ومبادرة السادات ، وكلها فرص ضائعة.. سوف يبقى الحل فى يد الشعب الفلسطينى حين يعود موحدا صامدا متمسكا بارضه وإرادته وقراره..