بقلم : فاروق جويدة
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى واضحًا وهو يتحدث فى إفطار القوات المسلحة عن أخلاقيات الفن ودور الأسرة والمدرسة والإعلام، وأن الموقف يحتاج إلى مراجعة. وتساءل: أين علماء النفس والاجتماع والجامعات من الظواهر السلبية التى تظهر فى حياتنا وتعكسها الدراما والمسلسلات؟
< إن ما يحدث على الشاشات، كل الشاشات فى رمضان، امتهان للغة الحوار واعتداء على حرمة البيوت.. ألفاظ لا تُقال، وشتائم تقدم أسوأ ما يتعلمه الأطفال فى البيوت.. من قرأ الحوارات؟ ومن رسم الشخصيات؟ وكيف تتدفق هذه المشاهد على رءوس الناس فى الشهر المبارك؟
< حاولت أن أبحث عن نموذج أخلاقى وسلوكى متوازن فى حشود الشخصيات المعروضة فلم أجد.. معظمها نماذج بشرية وإنسانية مريضة. من أين يأتى كُتّاب هذه الأعمال بكل هذه الشخصيات، بين العنف؟ ماذا نريد لأجيالنا الجديدة؟ مصر ليست بهذا السوء.
< الجمال له عمر افتراضي، ولا أحد يستطيع أن يغيّر حسابات العمر وضرورات الزمن.. ولهذا، أُشفق على الجمال الغارب حين يخضع لخيال أطباء التجميل، فتتغير الملامح، وينطفئ بريق العيون، وتظهر على الشاشات وجوه تثير الحزن والتعاطف.. يجب أن نحترم أعمارنا وما فعلته الأيام بنا.. لا أدرى لماذا انسحبت طيور الجمال من الشاشات، ولماذا لم يبق إلا حوارات هابطة، ونماذج بشرية مريضة! ملاحظات قد تُغضب البعض، لكنها الصراحة والحرص على متعة الفن الجميل.
< انسحبت فاتن حمامة فى مجدها، واختفت مريم فخر الدين فى أجمل أيامها، وغابت شادية واختارت ساحة الإيمان.. وكلما شاهدت نجمة كانت يومًا ما تحاول أن تعيد الزمن للوراء أحزن وأقول: تكفى الذكرى..
< أبحث عن إعلان فيه متعة الفن وجمال الإبداع، فلا أجد غير حشود من البشر تجمعوا فى الشوارع، ينقصهم شيء واحد: مطربو المهرجانات، حتى تكتمل المأساة!