بقلم : فاروق جويدة
الرئيس ترامب يمثل الآن رأس الحربة فى المشروع الصهيونى، وقد تجاوزت الحرب الآن ما حدث فى غزة، وهناك أهداف أخرى أصبحت حديث العالم .. هناك مواقف لا يمكن أن تمر دون أن نستوعبها ونتوقف عندها .. حين يقول ترامب إن «الإسلام يكرهنا»، فهذه قضية دينية ينبغى عدم السكوت عنها .. وحين يقول إن عواصم عربية كثيرة تسعى للتطبيع مع إسرائيل ، واقتنعت بالدين الإبراهيمى وتمهد له، فهذه قضية فكر وعقيدة، ويكون تدمير غزة أحد فصولها .. وحين تقرر إسرائيل إنشاء إدارة فى الجيش للإشراف على هجرة الفلسطينيين الراغبين طواعية فى الخروج من غزة، يصبح الحديث عن المفاوضات بين حماس وأمريكا وقتًا ضائعًا، خاصة أن هناك مطلبًا ملحًا بسحب السلاح من المقاومة وترحيل رموزها خارج غزة..
إن القضية الآن لم تعد إنشاء دولة فلسطينية أو إعادة إعمار غزة أو تسليم الرهائن، ولكنها تجاوزت ذلك كله.. إنها حرب دينية، وإن التهجير أصبح واقعًا وحقيقة، وإن هناك من يرحب بالدين الإبراهيمى الجديد، خاصة مع ما يتردد بشأن أن أمريكا تطبع الآن كتابًا جديدًا يضم أجزاء من التوراة والإنجيل والقرآن ليكون كتاب الدين الجديد..
نحن الآن أمام معركة دينية سياسية عسكرية، تقودها القوى العظمى بالسلاح والمال والدمار، وهى مؤامرة لتشويه الفكر الإنسانى بأرضه وعقائده وسياساته، ومن لا يدخل فى هذه الصفقة سوف تحل عليه اللعنات .. ما يحدث الآن تجاوز دمار غزة وتصفية القضية والصراع الدينى، وقبل هذا كله، نحن أمام دين جديد تفرضه أمريكا على نصف سكان العالم من العرب والمسلمين..