بقلم : فاروق جويدة
كانت قضية فلسطين قضية العرب الأولى، حربًا وحُلمًا، نصرًا وانكسارًا، وأصبحت الآن قضية عقارية لحساب الرئيس ترامب، الذى اكتشفها فى قائمة اهتماماته وهو يحاول الآن تسويق غزة كمشروع استثمارى كبير بعد تهجير سكانها. وقد تطورت الفكرة عند الرئيس ترامب إلى تهجير الشعب الفلسطينى كله، بحيث ينتقل 8 ملايين إنسان إلى مكان آخر، وتُقام لهم دولة بلا حروب أو دمار.. وتقوم فكرة تهجير الشعب الفلسطينى إلى الأردن وسيناء، سواء من غزة أو الضفة الغربية، وعلى الجميع أن ينسوا حلم الدولة الفلسطينية، لأن الدولة الجديدة ستكون أكثر أمنًا واستقرارًا..
على الجانب الآخر، فإن إعادة بناء غزة تحتاج إلى 15 عامًا، وهنا تظهر الأطماع الشخصية للرئيس الأمريكى، وهو مقاول عقارى، فى مشروع استثمارى كبير بعد أن تنتهى ولايته الثانية.. إن غزة تقع على البحر المتوسط، وهى قريبة من أوروبا، وتحتوى على كميات ضخمة من الغاز، ويمكن أن تضم منتجعات سياحية فريدة وهى فرصة عقارية لا تُقدَّر بثمن.. وإذا أصبحت أرضًا خالية، فسوف يبيعها الرئيس ترامب للأثرياء بأسعار مذهلة..
إن فكرة الرئيس ترامب ليست، كما يدّعى، دعوة للسلام وإنقاذ الشعب الفلسطينى، ولكنها مشروع اقتصادى كبير.. وسواء تم تهجير الشعب الفلسطينى إلى الأردن أو سيناء ، فإن الهدف سيبقى مشروعًا اقتصاديًا لحساب الدولة العظمى.. هذه الأفكار التى تدور فى رأس الرئيس ترامب لا تعكس فكرًا أو رؤية سياسية، ولكنها أفكار مطور عقارى وجد أمامه فرصة تاريخية ليجمع ملايين الدولارات، حتى لو كان الثمن إبادة شعب ودمار أمة..
أما نيتانياهو، فقد جلس بجانب ترامب يستقبل المنح والعطايا فى المكتب البيضاوى، ويحلم بدولة إسرائيل العظمى فى قلب العالم العربى، وهو يعيش غيبوبة السلام.
إن هدف ترامب، بعد عام ونصف من الدمار، أن تتحول غزة إلى «ريفيرا» لأثرياء أمريكا والعالم بعد تهجير سكانها.. ولا شك أن أمام الرئيس ترامب شواطئ كثيرة فى المنطقة يمكن أن تكون منتجعات لأمريكا وأثرياء العالم..