بقلم : فاروق جويدة
كلما جلست مع صديق نتحدث فى أحوال الدنيا، لا شيء يُقال غير أن الدنيا تغيرت.. وما أكثر الظواهر التى اقتحمت حياة الناس! هذا الكم من الجرائم الذى نشاهده كل يوم على صفحات الحوادث: جرائم القتل الغريبة، وحالات العنف التى سيطرت على عقول الناس.. لم يعد ذلك سلوكًا فرديًا، بل أصبح ظواهر عالمية تعكس حالة من الوحشية والهمجية التى سيطرت على الشعوب والدول.
إن العالم يتحدث عن العنف، ولا أحد يدرى عن أى عنف يتحدثون: عن رجل قتل زوجته؟ أم عن شعب تحول إلى غابة بشرية؟ أم عن قرار أدمن القتل والطغيان؟ أم عن دول كبرى تسعى للسيطرة على مصائر الدول الضعيفة احتلالًا ونهبًا؟ كأن العالم يتحدث عن عصور سبقت من الاحتلال والاستعمار، وقد عادت كل هذه المآسى فى صور جديدة.. ولم يعد من الضرورى احتلال الأرض؛ لأن احتلال العقول يحقق كل الأهداف.. الدنيا تغيرت.. اختفى دفء المشاعر وصفاء القلوب، وحلت مواكب الكراهية تجتاح الأفراد والشعوب والأمم.. إن البعض يرى أنها نهاية العالم، والحقيقة أنها نهاية الإنسان.. هذا الكائن الذى خلقه الله على الحب والإيمان والرحمة فقد القدرة على الحب حين خسر إنسانيته وابتعد عن الله وخسر إيمانه.. وحين تخلى عن الرحمة، توحش وأطلق حشود الكراهية.
وما هو الحل؟ أن يعود الإنسان إنسانًا مؤمنًا بكل قيم الحق والعدل والجمال، ويطرد الخفافيش التى سكنت القلوب ودمرت المشاعر.. الإنسان هو الحل.