بقلم : فاروق جويدة
فى أحيان كثيرة، يُصاب بعض الناس بحالة من تضخم الذات والنفخة الكاذبة، وينعكس ذلك على سلوكياتهم.. تنتشر هذه الظواهر كثيرًا فى بعض وسائل الإعلام، حين يتصور الإعلامى، مهما كان حجمه، أنه زعيم سياسي، فيعطى الأوامر ويفتى فى الدين، ويتحدث فى أخطر القضايا دون علم أو إحساس بالمسئولية. إن الإعلامى أو الكاتب الذى يجلس على أحد المنابر لم يرثه عن السيد الوالد، ولابد أن يدرك أنه يخاطب شعبًا، وأن للشعب حقوقًا تتجاوز حقه.
هناك قضايا ومواقف على درجة كبيرة من الأهمية، وتدخل فى نطاق الأمن القومي، وتجد من بعض الإعلاميين من يأمر ويطالب ويقرر.. وتسأل: من هذا؟ ومن منحه هذا الحق؟ لم ندرك بعد أن الكلمة رصاصة، ومسئولية، وأن هناك ما يُقال وما لا يُقال، وأن بعض الأصوات النشاز تسيء لنا شعبًا وتاريخًا.. إن الكبير لا يكون كبيرًا بالصوت العالى وخلط الأوراق؛ القرار مسئولية وليس ارتجالًا، وتداخل الأدوار لا يصلح ولا يجوز فى أوقات المحن والأزمات. وليس من مسئولية الإعلامى أن يكون زعيمًا سياسيًا يصدر القرارات ويفتى فى كل شيء.
هناك حالة من عدم الانضباط تحتاج إلى شيء من الحسم والمسئولية، ولا بد أن نحترم الأدوار والمسافات، ولا نترك الحابل على النابل.. إن الاجتهاد مطلوب، ووجهات النظر حق مشروع، ولكن تداخل الأدوار يفسد كل شىء.. الخروج عن النص ليس فى الفن فقط، ولكن فى الأدوار والكلمات والسياسة والاقتصاد.. القضية ليست لفظًا خارجًا، القضية ألا يكون الشيء فى مكانه الصحيح، فتسقط قيمة الأشياء قليل من الانضباط.