بقلم : فاروق جويدة
كان اللقاء عاصفًا بين الرئيس ترامب ورئيس أوكرانيا زيلينسكى فى البيت الأبيض، وأمام الشاشات والصحفيين .. لا تستطيع أن تقول مَن من الرئيسين قد أخطأ، هل هو ترامب المتعالى بحكم منصبه كرئيس الدولة الكبرى، أم هو زيلينسكى رئيس أوكرانيا، الدولة الصغيرة التى تقاوم منذ ثلاث سنوات ولم تستسلم ؟
إنه الفرق بين من يحارب دفاعًا عن شعب ووطن ، ومن يريد إبرام صفقة معادن نادرة .. لا أحد يلوم زيلينسكى، لأنه لم يوقع وثيقة استسلام وبيع معادن، فهو فى حالة دفاع عن النفس، ولهذا حاول أن يبدو فى صورة المقاتل، لأنه ما زال يمسك السلاح .. الرجل لم يكن فى حالة تسمح له بأن يوقع على بياض، حتى لو كان أمام أمريكا.. مازال لديه رصيد من الكرامة، ولهذا لم يشعر بهيبة المكان ولا بصيحات ترامب ونائبه..
كان المشهد غريبًا على الحواريين فى البيت الأبيض، وربما فى بلاد أخرى، أن يُهان ترامب من زيلينسكى رئيس أوكرانيا، وهى تعيش محنة قاسية، ويدخل البيت الأبيض بملابس عادية، وكأنه يمارس لعبة التنس أو الجولف فى حديقة البيت الأبيض.. لا شك فى أن المشهد كسر هيبة البيت الأبيض ورئيس أكبر دولة فى العالم، ولكن هذه صورة جديدة تفرق بين أصحاب القرار، أجيال قديمة تفرض الوصاية، وأجيال أخرى تريد الحوار، وترى أن من حقها أن تجادل وترفض وتختلف.. نحن أمام عالم جديد..
كان ترامب يشكك فى شعبية رئيس أوكرانيا، وبعد لقاء البيت الأبيض ارتفعت شعبيته، لأنه لم يخضع لسطوة ترامب ، ورفض أن يوقع اتفاق سلام بلا ضمانات حماية..
اللقاء العاصف أصبح حديث العالم بين رئيس أكبر دولة وفى مكتبه بالبيت الأبيض وهذا الرئيس القادم من أدغال أوكرانيا وسط الموت والدمار.. أمريكا تخسر الكثير.