بقلم : فاروق جويدة
منذ فترة طويلة وأنا أطالب بوضع ضوابط أمام انتشار ظاهرة فوضى الفتاوى، وهى حالة غريبة علينا، خاصة أن هناك فريقًا من العلماء يجمعهم تيار عقائدى واحد لا يعرف الدين الصحيح.. فى كل يوم يخرج علينا أحد أعضاء هذا الفريق بفتوى تشكك الناس فى دينهم، وتفتح أبواب الانقسام بين المسلمين فى مجتمع يعانى من الجهل والأمية.. لقد شجع على ظهور هذه الفوضى المنافسة بين القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى، حيث أصبحت هذه الفتاوى مصدرًا لجمع المال، خاصة أن وليمة الإعلانات والتبرعات والمساجد أصبحت مصدرًا سخيًا لجمع المال.. هناك سلبيات أخرى، وهى الجرأة فى تناول قضايا الدين، خاصة أن الإسلام يتعرض الآن لمحاولات تشويه من جهات كثيرة، ويبدو أن قضية الفتاوى تدخل فى هذه الحملة الشرسة.. إن دور الأزهر الشريف أصبح ضروريًا فى وضع ثوابت وضوابط لقضية الفتاوى، وتشكيل لجنة من العلماء للرد على تساؤلات الناس، واستبعاد جماعة المنتفعين من تجار الفتاوى من الساحة تمامًا.. إن إطلاق الفتاوى وتشويه عقائد الناس وأفكارهم يحتاج إلى مراجعة من مؤسسات الدولة لمنع التجاوزات فى مقدسات الناس وأفكارهم..
لم تكن قضايا الدين والفتاوى مستباحة بهذه الفجاجة، فقد أصبحت الفتاوى حقًا لكل من هب ودب، وأصبح الحديث فى ثوابت العقيدة مجالًا لأشخاص يفتون بغير علم، ويسيئون لرموز دينية لها قدسيتها لدى الملايين من البشر.
يجب ألا ننسى أن أكثر من 2 مليار إنسان فى العالم يدينون بالإسلام، ويقدسون القرآن، ويحترمون ثوابت دينهم الإسلامى.. إن الشيء المؤكد أن الإسلام ليس دين العرب وحدهم، وليس من حقهم أن يحتكروا الإسلام دينًا وفريضة وطقوسًا.