بقلم : فاروق جويدة
قررت أن أحتفل بنفسى اليوم بلا صخب أو ضجيج ..
تذكرت أول نساء الأرض، أمى، علمتنى الصبر حتى على أحلامى.. تذكرت أبى، وأن حياة الإنسان ليست محطة عابرة، لأن العمر علامة...
تذكرت أيادى كثيرة امتدت لى فى لحظة ألم وانتشلتنى .. تذكرت لحظات فرح مع قلوب أحبتنى وأحببتها، وكانت أجمل أقدارى.. تذكرت مشاعر عشتها وأصبحت كلامًا جميلًا أسعد العشاق، وكانت أجمل رسائل حب رسمتها حلمًا وحقيقةً وخيالًا.
تذكرت سنوات عمر كانت رحمة الله أعظم ما فيها، فقد عشت لحظات عصيبة فى مشوار حياتى، وكنت أتصور أن الزمان توقف وأن الرحلة انتهت، ولكن كانت إرادة الله أعلى من مخاوفى وظنونى..
تذكرت لحظات نجاح حلّقت فيها إلى أبعد نقطة فى هذا الكون، ولحظات انكسار لا أنكر أنها أرهقتنى وأصابت قلبى، وهو أغلى ما وهبنى الله..
تذكرت أحبابًا رحلوا أو غابوا أو سافروا، وبقيت أماكنهم فى القلب كما كانوا.
تذكرت لحظات من الزمن عشتها بكل مشاعر الحب والصدق والوفاء، وتركت خلفها زمنًا وعمرًا ومكانًا..
تذكرت ذلك الطفل المشاغب الذى نبت يومًا على ربوع الأرض الطيبة، وسعى إلى المدينة حالِمًا بحياة أجمل، وإنسان أكثر إيمانًا، وبشرًا أكثر رحمة، وضميرًا أكثر نزاهةً وترفعًا.. ربما تخلت عنه بعض الأحلام، ربما كان الأفق ضيقًا فلم يحلّق كما أحب، ربما كانت قسوة البشر أكبر من قدرته على الاحتمال، لكنه حاول وأصاب وأخطأ .. كان حلمه المتمرد أن يجعل الحياة أكثر جمالًا، فقد عاش يكره القبح فى كل شيء : مكانًا، وبشرًا، وفكرًا، ورذيلة.
حاولت اليوم أن أسافر معك فى نفسى، وأرجو ألا أكون قد أطلت عليك..