بقلم - فاروق جويدة
يبدو أن النفوذ الإيرانى فى العالم العربى لم يعد تهديدا للدول العربية ولكنه أصبح مصدر إزعاج للغرب بما فى ذلك القوة الأعظم وهى أمريكا.. إن إيران تحاصر الآن أمريكا أرضا وبحرا، خاصة أمام الدعم الأمريكى لإسرائيل الذى تجاوز كل الحدود.. إن أذرع إيران توجد فى العراق ولبنان وسوريا واليمن، وقد تمتد إلى مناطق أخري، وأخطر ما تملكه إيران الآن من مصادر القوة هى سيطرتها على البحار من خلال هذه الأذرع.. ومع بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا اقتربت إيران كثيرا من روسيا بجانب علاقات متميزة مع الصين، كما أن إيران نجحت فى إيجاد علاقات طيبة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج.. إن إصرار إسرائيل ومعها أمريكا على تدمير غزة وتهجير الفلسطينيين مع غياب الدول العربية شعوبا وحكومات منح إيران فرصة تاريخية لكى تكون ندا ليس لإسرائيل فقط ولكن لأمريكا والغرب، ويكفى أن إيران الآن تحاصر إسرائيل من أربع دول عربية هى لبنان والعراق وسوريا واليمن، وهى دول تتصدر الساحة الآن فى ظل انسحاب عربى كامل من القضية الفلسطينية.. لقد زادت حدة المواجهة بين إسرائيل وحزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن وقوى المقاومة فى سوريا والعراق، ويجب ألا ننسى حجم النفوذ الإيرانى فى سوريا والعراق.. إن البعض قد يرى أن إسرائيل قد تراهن على وجود خلاف تاريخى بين العرب وإيران إذا حدثت المواجهة وعاد الصراع بين السنة والشيعة، ولكن ليس هذا وقت الصراع بين طوائف المسلمين أمام المواجهة الكبرى بين الغرب والعالم الإسلامي، خاصة أن إيران تتصدى الآن دفاعا عن القضية الفلسطينية التى كانت يوما قضية العرب الأولى!