بقلم - فاروق جويدة
لا أعتقد أن وقف أطلاق النار فى غزة سيكون نهاية الحرب، كانت إسرائيل تتمنى القضاء على حماس وفشلت، وكانت تسعى إلى إطلاق سراح الرهائن ولم تنجح، وكانت تريد تدمير الإنفاق ولم تستطع وبقيت سرا حتى آخر المواجهات.. إن هذا يعنى أن إسرائيل قد خسرت كل أوراقها فى المعركة بل إن الأخطر أنها ارتكبت واحدة من أكبر المجازر ودخلت قاموس الإبادة الجماعية بجدارة وعليها أن تنتظر كلمة التاريخ إذا خذلها الحاضر.. على الجانب الاخر فإن حماس نجحت فى إثارة الرأى العام العالمى وأعادت قضية فلسطين إلى المحافل الدولية شعبيا ورسميا، وتحولت غزة بصمودها إلى إحدى معجزات العصر فى الدفاع عن الأرض بعد أن اهتزت أركان المجتمع الإسرائيلى سياسيا وأمنيا وإنسانيا وأصبحت صورة إسرائيل أمام العالم نموذجا للوحشية والهمجية.. على جانب آخر فإن أمريكا خسرت الكثير فى هذه المغامرة التى تورط فيها الرئيس بايدن وقد تكلفه ثمنا غاليا فى الانتخابات المقبلة.. إن إعلان الهدنة إذا حدث فلن يعنى نهاية الحرب لان إسرائيل تركت للشعب الفلسطينى تراثا طويلا من الكراهية يكفى لإشعال الحروب مئات السنين.. إن أطفال غزة الذين تحدوا الموت سوف يحملون آلام أشقائهم الذين رحلوا لأن الدم لا يموت وسواء تمت الهدنة أو تعثرت وفشلت فإن للزمن دورات وللأيام حسابات ولعل العالم العربى يتعلم من درس غزة ويسترد مكانته قبل فوات الأوان.. إن الحساب لن يكون الآن ولن يتأخر كثيرا، ولكن هناك أطرافا سوف تدفع الثمن فى مقدمتها الشعوب العربية التى تخاذلت وأمريكا التى تواطأت وإسرائيل وعليها أن تدفع ثمن جرائمها.