بقلم - فاروق جويدة
أصبح من المؤكد أن إسرائيل سوف تسقط من الداخل، وأن حكومة نيتانياهو سوف تنهار إما عاجلا أو آجلا، وأن صمود غزة قد غير حسابات كثيرة، وأن الشعب الفلسطينى الذى صمد تسعة شهور أمام آلة الحرب الجهنمية سوف ينتصر .. إن إسرائيل لم تحسب موازين القوى بين محتل مغتصب وشعب يقدس تراب أرضه، ويبدو أن إسرائيل سوف تدفع فاتورة غرورها ودخلت فى مغامرة تواجهها لأول مرة فى تاريخها .. لقد خسرت إسرائيل أشياء كثيرة، خسرت خدعة دولية روجت لها أنها البلد الصغير الذى يعيش وسط شعوب متوحشة وقد أدرك العالم الكيان المتوحش هو إسرائيل، وخسرت إسرائيل الكثير من تعاطف الشعب الأمريكى خاصة الشباب، وخسرت إسرائيل حلمها فى سلام عادل مع العرب حتى لو كان الثمن تخليهم عن القضية الفلسطينية وهى تعيش أصعب ظروفها، وخسرت إسرائيل وحدة شعبها أمام فشل حكومتها فى إنقاذ أسراها، وقبل ذلك كله فقد كشفت إسرائيل عن نواياها فى رفض إقامة الدولة الفلسطينية وأن تكون القدس عاصمتها الأبدية، وأصبح من الواضح أن الدولة العبرية تتفكك أوصالها ويتمرد شعبها ويتصارع قادتها، وأنها فشلت فى تحقيق نصر سريع على المقاومة الباسلة .. سوف تحتاج إسرائيل وقتا طويلا حتى تسترد قوتها وتستعيد وحدة شعبها وتواجه حقيقة جديدة أن العالم كشف أطماعها وجرائمها وأن الحساب قادم .. سوف يدفع الجميع شرقا وغربا.. حجم مشاركته فى الجريمة من قدم السلاح والمال والجنود، ومن صمت أو تآمر أو أخذ الثمن لأن الكل مدان .. إسرائيل لم تكسب الحرب، ولم تتخلص من حماس، ولم تفرج عن أسراها، وقبل ذلك أجهضت كل محاولات السلام.