التي عرفناها

التي عرفناها

التي عرفناها

 العرب اليوم -

التي عرفناها

بقلم - سليمان جودة

أعادنى الاتصال التليفونى الذي جرى بين بابا الڤاتيكان فرنسيس الأول، والرئيس الإسرائيلى يتسحاق هرتسوج، إلى كتاب صدر مؤخرًا للدكتور عصام قاسم.

ففى الاتصال كان البابا غاضبًا، على حد وصف وسائل الإعلام التي سربت تفاصيله، وكان يدعو الرئيس الإسرائيلى إلى ألّا تواجه بلاده الإرهاب في غزة بإرهاب مماثل.. هذا طبعًا إذا اعتبرنا أن ما قامت به كتائب عزالدين القسام في ٧ أكتوبر إرهابًا، وليس دفاعًا عن أرض محتلة.. وفى المقابل كان هرتسوج يحاول إقناع رأس الكنيسة الكاثوليكية بأن إسرائيل تدافع عن نفسها بحربها في غزة، وكان البابا يرد بأن قتل الأطفال والنساء والمدنيين لا علاقة له بالدفاع عن النفس من قريب ولا من بعيد.

أما كتاب الدكتور عصام قاسم فعنوانه «إسرائيل التي لا نعرفها»، وهو يتتبعها منذ كانت فكرة في مؤتمر الحركة الصهيونية في بازل ١٨٩٧، إلى أن صارت كابوسًا في المنطقة منذ أن قامت كدولة في ١٩٤٨، ولو صدر الكتاب بعد السابع من أكتوبر، لكان قد وصف الكابوس الذي حل على منطقتنا يوم نشأتها بأنه صار مع الحرب على غزة كابوسًا للعالم.

والصلة بين الاتصال والكتاب أن اتصال البابا وراءه دوافع إنسانية لا شك، ولكن وراءه دوافع أخرى تتعلق بالمقدسات المسيحية التي تقع في الضفة الغربية، والتى يدوسها جنود الاحتلال كل يوم.. والكتاب يرصد بعض هذه المقدسات، من أول كنيسة القيامة في القدس، إلى طريق الآلام المؤدى إليها، إلى كنيسة المهد في بيت لحم، إلى كنيسة البشارة في الناصرة.. وغيرها وغيرها.. وكلها أماكن لها علاقة مباشرة بمولد ونشأة وحياة المسيح، عليه السلام.

وعندما تتأمل خريطة فلسطين، التي يستفتح بها الكتاب صفحاته، تراها وكأنها مثلث قاعدته على الحدود المصرية، وضلعه الأول يرتكن على طول الحدود مع الأردن، بينما ينام الضلع الثانى على شاطئ البحر المتوسط.

مساحة ممتدة لما يقرب من ٥٠٠ كيلومتر طولًا، من عكا في أقصى الشمال إلى إيلات في أقصى الجنوب، ولكن العرض لا يزيد على ١٥٠ كيلومترًا من أقصى نقطة على الحدود الأردنية إلى أبعد نقطة على شاطئ «المتوسط».. وقد كانت هذه المساحة كلها فلسطينية خالصة إلى يوم ١٤ مايو ١٩٤٨، فلما قامت إسرائيل في اليوم التالى، راحت الأرض تتآكل من تحت أقدام أهل فلسطين، ولا شىء يتبقى اليوم إلا قطاع غزة بهيئته الطولية في الغرب، ثم الضفة، التي تشبه ورقة التوت، في الشرق، وما بينهما وحولهما راحت المستوطنات الإسرائيلية تنمو كما ينمو الدود.

كل شىء عن إسرائيل ستجده في الكتاب: من أحزابها، إلى نظامها السياسى، إلى طوائفها، إلى لغتها العبرية، إلى شمعدانها برؤوسه السبعة، إلى نجمتها السداسية، إلى أعيادها، إلى صناعتها، إلى زراعتها، إلى جيشها، الذي لا تزال تسميه جيش الدفاع.. ولو توقف صاحب الكتاب أمام هذه التسمية قليلًا، لكان قد جرّد هذا الجيش من اسمه الذي اشتهر به، ولكان قد سماه جيش القتل، والتدمير، والتشريد، لأنه لا اسم آخر لما يفعله بالمدنيين في القطاع.. وربما كان قد أجرى بعض التعديل على العنوان بعد الحرب على غزة، ليصبح إسرائيل التي عرفناها ورأيناها، لا إسرائيل التي لا نعرفها!.

arabstoday

GMT 04:44 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

بحر الكعبة

GMT 04:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 03:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

GMT 03:27 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مشروع إنقاذ «بايدن»!

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

ما تحمله الجائزة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التي عرفناها التي عرفناها



درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:30 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني
 العرب اليوم - عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني
 العرب اليوم - مزايا وعيوب الأرضيات الإيبوكسي في المساحات الداخلية
 العرب اليوم - هنية يؤكد أن أي اتفاق لا يضمن وقف الحرب في غزة "مرفوض"

GMT 00:37 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح
 العرب اليوم - أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح

GMT 10:13 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

لافروف يُحذر من استمرار حرب غزة وامتدادها إلى لبنان
 العرب اليوم - لافروف يُحذر من استمرار حرب غزة وامتدادها إلى لبنان

GMT 12:19 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

"غوغل" تتيح المركبات ذاتية القيادة للعامة في أميركا
 العرب اليوم - "غوغل" تتيح المركبات ذاتية القيادة للعامة في أميركا

GMT 14:29 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

الإفراط في تناول الفلفل الحار قد يُسبب التسمم

GMT 21:31 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

الحوثيون يعلنون استهداف ناقلة في بحر العرب

GMT 12:30 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني

GMT 15:16 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

أزمة في المنتخب الفرنسي بسبب قناع مبابي

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

"الخطوط الجوية القطرية" تُطلق رحلتها الأطول زمناً

GMT 00:37 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح

GMT 14:50 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

منشور مزيف لكلوب يلغي فيه سفره لمصر بسبب الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab