الشاطئ هو الشاطئ ولكن الأمر اختلف
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

الشاطئ هو الشاطئ ولكن الأمر اختلف

الشاطئ هو الشاطئ ولكن الأمر اختلف

 العرب اليوم -

الشاطئ هو الشاطئ ولكن الأمر اختلف

بقلم - سليمان جودة

من 15 سنة نشأ اتحاد في باريس برئاسة مصرية فرنسية مشتركة، وكان اسمه ولا يزال: «الاتحاد من أجل المتوسط».

كانت النشأة في 2008، وكانت رئاسته عند بدايته مشتركة بين الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وكان الاتفاق في البداية على أن يضم دول الشاطئ الشمالي للبحر المتوسط مع دول الشاطئ الجنوبي، ولكن سرعان ما توسعت دائرته شمالاً لتضم كل دول الاتحاد الأوروبي، لا دول أوروبا الواقعة على البحر وحدها، وكانت ألمانيا هي التي قادت الدعوة إلى توسيع الدائرة.

وكان من الواضح أن الألمان لم يعجبهم أن ينفرد الفرنسيون بالموضوع، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، حتى صار لهم مقعد في الاتحاد شأنهم شأن الفرنسيين. ولم تشأ ألمانيا أن تأتي وحدها، فجاءت وفي يديها بقية أعضاء الاتحاد الأوروبي. وأصبح «الاتحاد من أجل المتوسط» يضم 27 دولة، هي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومقره في بروكسل، ومعها 15 دولة هي الدول التي تطل على الشاطئ الجنوبي للبحر.

وقد قيل كلام كثير عما يُراد من وراء «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي يتخذ من برشلونة مقراً له، فقيل إن أمن البحر المتوسط بشاطئيه هو الهدف، وقيل إن دوافع اقتصادية مشتركة هي الغرض من وراء التأسيس، وقيل إن مزيداً من التنسيق السياسي هو المراد في النهاية بين شاطئين لا يفصل بينهما كثير من المسافات.

ورغم الكثير الذي كان يقال عن الأهداف في العلن، فإن كلاماً آخر كان يقال وقتها همساً. وكان موضوعه أن الأمن إذا كان هاجساً وراء التفكير في الاتحاد فهذا صحيح، وأن الدوافع الاقتصادية إذا كانت حاضرة وراء نشأته فهذا أيضاً صحيح، وأن الرغبة في التنسيق السياسي المضاف إذا كانت كامنة هناك في الخلفية البعيدة، فهذا كذلك صحيح لا شك فيه. ولكن الأصح من كل ذلك هو الطاقة الشمسية التي تتوفر بكثرة على شاطئ البحر في الجنوب، ولا تكاد توجد على الشاطئ الآخر في الشمال، إلا في أوقات متناثرة على طول السنة.

وقد جاءت مؤشرات في مرحلة لاحقة تقوِّي هذا الاحتمال غير المعلن عنه وتقوِّيه؛ لأن أوروبا لا تزال تبحث في طريق الطاقة النظيفة وتفتش، ولأن هذه النوعية من الطاقة متوفرة بقوة في الشاطئ الأفريقي من البحر بالذات. ونحن نعرف أن المغرب برعت في إنتاج هذا النوع من الطاقة، وأنشأت محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في منطقة ورزازات، وهي محطة كانت -ولا تزال- توصف بأنها من بين الأكبر من نوعيتها في العالم، وعندما بدأت عملية الإنتاج فيها قيل إن ذلك سوف يجعل من المغرب: قوة شمسية عظمى.

وإذا كان الحديث قد خف وتراجع عن الاتحاد وعن مهمته، فلا تعرف ما إذا كانت الرغبة الأوروبية في الحصول على الطاقة الشمسية الأفريقية قد تراجعت هي أيضاً، أم أنها قائمة ومستمرة همساً، وبعيداً عن العلن كما كانت قد بدأت. لا تعرف، ولكن ما نعرفه أن الطاقة هي الحياة نفسها، وما دامت هناك حياة فالحاجة إلى الطاقة بكل أنواعها لا تتوقف.

ولكن إذا كانت هذه هي حال الشاطئ الشمالي للبحر مع الشاطئ الجنوبي في العقد الأول من القرن عندما نشأ الاتحاد، فالحال بين الشاطئين في العقد الثالث من القرن قد اختلف، وهذا ما يستطيع المتابع أن يراه بالعين المجردة.

فالشاطئ الجنوبي الذي كان مطمعاً بوصفه مصدراً للطاقة في 2008، صار هاجساً للخوف في 2024 وما قبلها من سنوات قريبة، وكان ذلك عندما انقلب من شاطئ يمكن أن ينتج الطاقة الشمسية، إلى مكمن للخطر يقذف بآلاف من المهاجرين غير الشرعيين الذين تنشق عنهم الأرض وراء الشاطئ يوماً بعد يوم.

ولم تعد القضية قضية طاقة نظيفة يمكن أن تخرج منه، بقدر ما أصبحت قضية هجرة خارج إطار القانون، وخارج حدود القدرة الأوروبية على التحمل من الناحية الاقتصادية، ثم من كل ناحية وعلى كل مستوى من بعد الاقتصاد.

ولا يكاد مسؤول أوروبي يطير فوق البحر المتوسط قادماً إلى عاصمة من عواصم دول الجنوب هذه الأيام، إلا وتكون قضية الهجرة البند الأول على جدول أعماله خلال الزيارة، وإلا ويكون قد حمل معه من الإغراءات المادية ما يتصور أنها يمكن أن تمنع الهجرة غير الشرعية، أو على الأقل تضع لها سقفاً لا تتجاوزه في حركتها تجاه الشمال.

كان الله في عون هؤلاء المهاجرين الذين يجدون أنفسهم بين شقي رحى، فلا بلادهم في الجنوب تستوعبهم أو تتيح لهم ما يغريهم بالبقاء على أرضها، ولا الدول التي يقصدونها في الشمال تفتح لهم أذرعها كما كانت تفعل في وقت سابق، فكأنهم صاروا وقوداً لمعركة ليسوا طرفاً فيها، ولا طاف في خيالهم أن يدخلوها، فضلاً –بالطبع- عن أن يكونوا حطباً لها.

هل كان الإنجليزي توماس روبرت مالتوس يتنبأ بشيء من هذا، وهو يضع نظريته الشهيرة عن عواقب الزيادة في السكان التي لا تجاريها زيادة في الموارد حول العالم؟ ربما يكون قد تنبأ، وربما يكون قد قصد أن ينبِّه العالم.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشاطئ هو الشاطئ ولكن الأمر اختلف الشاطئ هو الشاطئ ولكن الأمر اختلف



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab